قبل بداية كل موسم يقوم الأهلي بتدعيم صفوفه بعدد من اللاعبين المميزين حتي يستطيع أن يواصل مسيرة البطولات والإنجازات.. لكن هذا الموسم فالأمر يبدو مختلفًا، حيث تعاقد المارد الأحمر مع نجوم من العيار الثقيل لهم أسماؤهم وخبراتهم الكبيرة في الملاعب. الأهلي تعاقد مع حسام غالي ومحمد شوقي صاحبي الصولات والجولات في عالم الاحتراف، بالإضافة لمحمد ناجي جدو هداف كأس الأمم الأفريقية الأخيرة ومعهم عبدالحميد شبانة ومحمود أبوالسعود واللبناني محمد غدار. وبخلاف هذا السداسي فالأهلي يعج باللاعبين المميزين والمخضرمين وفي مقدمتهم محمد أبوتريكة ومحمد بركات وأحمد حسن ووائل جمعة وأحمد فتحي وسيد معوض وشريف عبدالفضيل ومعهم الشباب أحمد شكري ومحمد طلعت وعفروتو. ولو نظرنا بدقة إلي الأهلي الآن ولاعبيه سواء المتواجدين معه منذ فترة أو المنضمين حديثا سنجد أن الفريق يفتقر إلي الثنائي محمد زيدان لاعب بروسيا دورتموند الألماني وحسني عبدربه لاعب الإسماعيلي ليتحول إلي منتخب مصر. وبالطبع كثرة النجوم داخل أي فريق بالعالم هي سلاح ذو حدين، حيث قد تكون ميزة كبيرة للفريق تساعده علي تحقيق البطولات كما هو الحال في برشلونة الإسباني الذي يضم بين صفوفه أفضل وأمهر لاعبي العالم.. وقد تكون نكبة علي الفريق كما حدث مع ريال مدريد الذي تهافت منذ عام تقريبا علي ضم نجوم العالم أمثال كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا، لكنه خرج الموسم الماضي دون أي بطولة. والأهلي الآن يكرر سيناريو الاعتماد علي النجوم.. لكن السؤال المهم هو: هل يستفيد الأهلي من هؤلاء النجوم؟!. والأهم هل يستطيع توظيفهم بشكل جيد؟ ولذلك حرصت «روزاليوسف» علي التوجه لبعض خبراء ونقاد ومحللي كرة القدم المصرية لمعرفة رأيهم حول مدي قدرة الأهلي علي الاستفادة من صفقاته ورؤيتهم بشأن مستقبل الفريق الموسم المقبل. يري طه إسماعيل الناقد الكروي الكبير أن انسجام اللاعبين الجدد وارتقاء مستوي أدائهم في الأهلي سيتوقف علي عقلية الجهاز الفني وقدرته علي إدارة الأمور. وأضاف إسماعيل أن كثرة النجوم في الأهلي ليست مشكلة فهي ميزة تحسبا لعاملي الإرهاق والإصابات التي قد تنال من بعض اللاعبين وبالتالي لابد من وجود البديل الكفء، لذلك حرص الأهلي علي ضم أكثر من لاعب مميز. وبالنسبة لضم شوقي وغالي برغم وجود أكثر من لاعب يشغل نفس مركزهما فيؤكد إسماعيل أنهما من أبناء النادي وفي النهاية كان يجب أن يعودا إليه آجلا أم عاجلا. وبرر إسماعيل انتقال جدو للقلعة الحمراء برغم ارتباط اسمه بالزمالك، لكون الأهلي ناديا جاذبًا لاستقرار إدارته ومصداقيته في التعامل مع اللاعبين وأيضًا كل لاعب يبحث عن نادي يحقق معه البطولات، وليس ذنب الأهلي أنه نادي يتمناه جميع اللاعبين ويتسابقون علي ارتداء فانلته. أما علي أبوجريشة نجم الإسماعيلي الأسبق وفاكهة الكرة المصرية فيري أن النادي الأهلي علي مر تاريخه مليء بالنجوم وهو أمر ليس جديدًا علي القلعة الحمراء، مشيرًا إلي أن إدارة النادي ولجنة الكرة تستطيعان السيطرة جيدا علي النجوم. أضاف أبوجريشة أن معظم الصفقات التي أبرمها الأهلي كان في احتياج إليها لتدعيم صفوفه من أجل الاستمرار في حصد البطولات. وقال أبوجريشة إن الأهم من جلب النجوم هو كيفية توظيفهم تكتيكيا داخل الملعب للاستفادة منهم وهذه هي مهمة حسام البدري المدير الفني. أكد حسن الشاذلي، الخبير الكروي، أن المشكلة التي قد يعاني منها الأهلي الموسم المقبل بسبب كثرة نجومه هي عدم الاعتماد علي الشباب وبالتالي سيخسرهم الفريق. أضاف الشاذلي أن الأهلي الموسم الماضي اعتمد علي أكثر من لاعب صاعد وأثبت معظمهم وجوده لكن مع قدوم النجوم خلال فترة الانتقالات الأخيرة فإن ذلك يعني أن الشباب سيتركون أماكنهم للنجوم. وأشار الشاذلي إلي وجود «تخمة» أو زيادة عددية في لاعبي خط الوسط بالأهلي مقابل نقص في مركز الدفاع وقلب الهجوم وهي مشكلة لم يتداركها الأهلي في فترة الانتقالات. إكرامي حارس مرمي الأهلي ومنتخبنا الوطني الأسبق أكد أن الصفقات الجديدة لن تضر الأهلي بل بالعكس ستفيده بشكل كبير خصوصًا أنهم لاعبون يمتلكون الخبرات والمهارات. أضاف إكرامي أن كثرة النجوم داخل الفريق قد تتسبب في حدوث بعض المشاكل البسيطة التي يمكن للجهاز الفني أو إدارة النادي احتواؤها خصوصًا أن الأهلي يعتبر أفضل الأندية المصرية في علاج أي مشكلة بشكل سليم. أشار إكرامي إلي أن جميع اللاعبين الجدد الذين ضمهم الأهلي هم إضافة للفريق خصوصًا حسام غالي ومحمد شوقي كما أن هذا الثنائي كان من أبناء الأهلي وبالتالي فهما ليسا بغريبين عن القلعة الحمراء. محمود بكر المعلق الكروي الشهير أكد أن كثرة النجوم في الأهلي سلاح ذو حدين، حيث من الممكن أن تجلب البطولات أو تخلق المشاكل. أضاف بكر أن المسئولية الملقاة علي عاتق حسام البدري كبيرة في السيطرة علي نجومه، مشيرًا إلي أن الأهلي ناد يستطيع التعامل مع النجوم جيدا ولا يسمح بأي تجاوزات من أي لاعب مهما كان اسمه. قال بكر إنه رغم نجاح الأهلي في ضم أسماء بحجم حسام غالي ومحمد شوقي فإنه فشل في إجراء أهم صفقين وهما المعتصم سالم ومصطفي كريم، خصوصًا أنه كان في أشد الحاجة لقلب دفاع ومهاجم قوي. ويري بكر أن العقبة التي قد تواجه الجهاز الفني للأهلي هي خلق نوع من الانسجام بين هؤلاء اللاعبين وتسخير كل إمكانياتهم لمصلحة الفريق.