تسبب مواكبة شهر رمضان لأشهر فصل الصيف في ضرب الموسم العقاري وركود حركة البيع والشراء التي تنتعش خلال شهور الصيف مع قدوم العاملين المصريين بالخارج والسياحة العربية والتي يسارع فيها المصريون بشراء مساكن أو أراض للبناء عليها فيما يسارع السياح العرب إلي تنشيط حركة الإيجارات وخاصة في المناطق الراقية كالمهندسين وجاردن سيتي ومدينة نصر وبعض المدن الجديدة في أكتوبر والشيخ زايد والقاهرةالجديدة. يأتي ذلك بسبب انشغال المصريين بأداء مناسك العمرة بدلاً من تفضيلهم البقاء في مصر كالمعتاد ينشغل العرب بأداء مناسك العبادة بدلاً من السياحة والتي تستأثر فيها مصر ولبنان بنصيب الأسد. كما يفضل بعض المصريين العاملين بالخارج وخاصة دول الخليج البقاء هناك في رمضان إما لإتمام مناسك العمرة والاعتكاف في الحرم المكي أو النبوي بالنسبة للسعودية أو بسبب ارتفاع أجر العاملين خلال شهر رمضان نظرًا لتفضيل الكثير أخذ إجازات. يأتي ذلك مع توقعات بانتعاشها عقب انتهاء الشهر الفضيل فيما انخفضت أسعار الإيجارات للشقق الفاخرة التي يفضلها العرب للإقامة بنحو 25% ووحدات التمليك التي يفضلها المصريون العائدون من الخارج بنحو 30% والأراضي بنحو 20%. وتؤكد الدكتورة لبني رضا العضو المنتدب لشركة آي جي آي العقارية أن أبرز التحديات التي تواجه المطورين العقاريين خلال الفترة الحالية هو حلول شهر رمضان المبارك خلال فصل الصيف والذي كان يعد واحدًا من أزهي فترات الرواج لدي المطورين العقاريين والذي يتصادف أيضًا مع حالة التذبذب في أسواق المال واضطراب البورصة مما يجعل هناك تأثيرًا غير مباشر علي سوق العقارات. وتقول «لبني» إن الوقت الحالي يعد فرصة هائلة أمام الباحثين عن الاستثمار في مجال العقارات حيث تشير التوقعات إلي ارتفاع الأسعار خلال الفترات القادمة. وتضيف أن المرحلة الحالية في سوق العقارات المصري تعد مرحلة انتقالية خاصة بعد الخروج من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية طوال عام 2009 مؤكدة أنه من المنتظر أن تشهد نهاية عام 2010 أي بعد انتهاء شهر رمضان وبدايات 2011 حالة من الانتعاش والازدهار. ركود وانتعاش ويعترف المهندس فتح الله فوزي رئيس شركة مينا للاستثمار السياحي والعقاري بوجود حالة من الركود خلال هذا الصيف تتواكب مع قدوم رمضان في شهر الصيف وهو موسم انتعاش حركة التشييد والبناء بصفة عامة والتسويق العقاري بصفة خاصة حيث يتزامن ذلك مع قدوم السياحة العربية التي تنعش سوق الإيجارات فيما ينعش قدوم العاملين المصريين بالخارج سوق تمليك الوحدات السكنية والأراضي والذي يدفع بدوره عملية التشييد والبناء والصناعات المرتبطة بها. ويتوقع «فوزي» انتعاش الحركة بعد عيد الفطر المبارك حيث يفضل كثير من العرب قضاء العيد في مصر وكذلك العمالة المصرية بالخارج. وقف الحال ويقول سعد مجاهد - سمسار بمنطقة المهندسين: الحال واقف للغاية فهذا هو الموسم الذي كانت تنتعش فيه حركة الإيجارات في المنطقة مع قدوم السياح العرب لقضاء فصل الصيف وكان شهر أغسطس يعد موسم أكل عيش لنا أما الآن فلا توجد حركة نشطة بل الحال متوقف كما أن الأسعار انخفضت وهو الأمر الذي يعني ضعف العمولة. ويرجع هذا الركود إلي مواكبة شهر رمضان لشهر أغسطس الذي يقضي فيه السياح العرب الصيف في مصر حيث إنهم سيفضلون قضاءه إما في أداء مناسك العمرة أو البقاء في بلادهم. انخفاض الأسعار ويؤكد عبدالحميد السمان - سمسار - في منطقة مدينة نصر - إنه في مثل هذا الوقت من العام كانت الحركة تكون نشطة للغاية لدرجة أنه لا توجد شقة باقية للإيجار أما الآن فأغلب الشقق المعتاد أن يؤجرها السياح العرب لم تؤجر بعد موضحًا أن الأسعار انخفضت بشكل كبير وصل إلي 25% ورغم ذلك لا يوجد إقبال من جانب السياح العرب. ويرجع ذلك إلي تواكب شهر رمضان مع موسم الصيف ويتوقع عودة الحركة بشكل أقل عقب إجازة عيد الفطر. زايد وأكتوبر أما سعد عبدالحميد سمسار بمدينتي زايد وأكتوبر فيؤكد أن الحركة متوقفة تماماً وأن الفيللات التي اعتاد العرب إيجارها كما هي ولم يتم إيجارها قبل موعد شهر أغسطس كما كان من قبل موضحاً أن أسعار الإيجارات انخفضت بنحو 25% فيما أكد أن الشقق التي يحرص العاملون بالخارج علي شرائها من أصحابها مع قدومهم في فصل الصيف لم يعد لها رواج متواكبة مع حالة من الركود غير العادي مع قدوم شهر رمضان وانخفضت بواقع 30% مع عدم الإقبال علي الشراء من جانب العمال القادمين من الخارج. ويوضح أن أسعار الأراضي أيضا انخفضت بواقع 20% تقريباً مع الركود الذي أصاب المنطقة خلال هذا الصيف وعدم إقبال المصريين العاملين بالخارج لشراء الأراضي. القاهرةالجديدة وبدر والشروق ويشير أحمد عبدالغفار سمسار بمدينة القاهرةالجديدة وبدر والشروق إلي أن أسعار الفيللات التي يفضلها العرب للإقامة بمناطق القاهرةالجديدة سواء من ناحية الشراء أو الإيجار انخفضت بنحو 30% مع عدم قدومهم خلال هذا الصيف الذي تتواكب مع قدوم رمضان. ويوضح أن الأراضي في بدر والشروق والقاهرةالجديدة كذلك انخفضت بشكل كبير وصل إلي 20% مع عدم الإقبال من جانب المصريين العائدين من الخارج لشراء هذه الأراضي والبناء عليها فيما انخفضت وحدات التمليك المخصصة لهذه الفئة بنحو 30%. مناسك العمرة ويرجع الدكتور حسين جمعة الخبير العقاري ورئيس جمعية تنمية الثروة العقارية هذه الظاهرة إلي تفضيل المصريين العائدين من الخارج الاعتكاف بالحرمين وأداء مناسك العمرة خلال رمضان بدلاً من انشغالهم بشراء المساكن كما هو معتاد خلال فصل الصيف حيث إن الوازع الديني لدي المصريين عال جداً باعتبارهم هم أكثر شعوب الأرض تديناً. ويقول إن هذا الأمر عادي ومؤقت ولن يستمر سوي خلال شهر رمضان ليعود بعده المصريون لشراء أراض وعقارات للبناء عليها وخاصة أنهم يذهبون للعمل بالخارج من أجل شراء المسكن والبيت المخصوص فلن يتنازلوا عن هذه العادة أبداً. أما الخسارة الحقيقية علي حد قول جمعة فتتمثل في قدوم السياح العرب حيث إن شهر أغسطس يعتبر فرصة قدومهم واستفادة الملاك المصريين من إيجارهم للفيللات في المدن الجديدة والوحدات الفاخرة بالمناطق الراقية في المهندسين ومدينة نصر وجاردن سيتي ومع تفضيلهم قضاء شهر رمضان في بلادهم بدلاً من مصر ولبنان باعتبارهما المكانين المفضلين عربياً لقضاء الصيف يضرب الموسم ومن ثم يمنع دخلاً إضافيا كان يتحصل عليه هؤلاء الملاك والسماسرة وتستفيد الدولة منه. ويضيف أن الكثير من السياح العرب سيفضل إما البقاء في بلادهم أو الاعتكاف وأداء مناسك العمرة في السعودية. ويتوقع الدكتور أبوهاشم عبدالمجيد أستاذ العمارة بجامعة الإسكندرية والخبير العقاري ألا يستمر هذا الوضع طويلاً وأن تعود حركة البيع والشراء إلي ما كانت عليه قبل رمضان مع قدوم المصريين من الخارج لزيارة أهاليهم باعتباره واجبًا مقدسًا وهو الأمر الذي يتواكب مع عودة أموالهم لشراء المسكن. ويوضح أن التأثير فيما يخص المصريين العائدين من الخارج سيكون محدودًا لأن بعضهم يرسل أمواله لأقاربه لشراء الأرض أو المنزل.
