وافق الروائي مكاوي سعيد علي اتهام الجمهور لدار "الشروق"، باحتكارها أقلام الكتاب الكبار، وبيع أعمالهم بأسعار عالية، لا تناسب أغلب الشباب، وقال: روايتي القادمة لن تصدر عن "الشروق"، وإنما عن دار "الدار"، فالشروق وباقي الدور الكبري، لا تغامر بنشر أعمال لكتاب غير معروفين، لذا يلجأون إلي دور النشر الصغيرة، التي توصلهم وتقدمهم، وما إن ينجحوا حتي يذهبوا لدور النشر الكبري. قال مكاوي في الندوة التي عقدتها مكتبة "بدرخان" لتوقيع كتاب "مقتنيات وسط البلد": كنت دوما أحاول إيجاد موضوعات لروايات قادمة، وفي فترات عدم التحقق، كان لدي شخصيات حقيقية -60 شخصية- بدأت في وضع خيال لها، كنت أود أن أؤلف منهم رواية ضخمة عن منطقة "وسط البلد"، ولكن كم الشخصيات كان ليجعل الرواية مملة، وحين طلب مني الكتابة الصحفية في جريدة "البديل"، بدأت أكتب عما أعرف، عن شخصيات وسط البلد، وقد لاقت الكتابة رواجا كبيرا ، فقررت صياغتها أدبيا من جديد، وجمعها في كتاب، واكتشفت أن هناك أماكن كثيرة اختفت أو تدهورت في تلك المنطقة، فكان التفكير في جزء ثان من الكتاب عن المكان. وأضاف: الكتاب ليس نميمة كما قال عنه البعض، إنها شخصيات موجودة في عالمي، قريبون مني، بعضهم موهوب، بعضهم مدعي موهبة، أغلبهم قرويون، وغير متحققين، أعتبر نفسي أحد الشخصيات غير المتحققة في كتابي، كنت أتمني أن يكتب عني أحدهم، وحين لم يفعل أحد، قمت أنا بالكتابة، التي كان دافعها الأول المحبة، أما من يقولون إنه نميمة، فهم لم يشتروا الكتاب من الأساس، كما أن نسبة الحقيقة لا تتعدي ال30% بينما الباقي خيال. وأكمل: في فترة عدم تحققي كنت أري نماذج تعلو ويسلط عليها ضوء غير حقيقي، ولكن هذا كان يزيد إيماني بأنني سأظهر للنور أقوي وأعمق، وأن موهبتي سوف تسود، ولكن بالمقابل كان عندي هاجس حول الاغترار بالنجاح، كتاب كثيرون غرهم نجاح عمل ما لهم، فتعجلوا بإصدار كتب تالية، قديمة أو ضعيفة، فلا يلبث أن يخفت ضوء هم، ويرتكنون أن لهم كتابا واحدا ناجحا ومهما، لذا أنا مؤمن تماما أنه علي الكاتب أن يحترم كتابه ويحترم قراءته. الكاتب عيد البرماوي قال: الكتاب شريحتان، الأولي تدور حول البشر، والثانية تدور حول الأماكن، التي لا يتسني التعرف علي البشر إلا من خلالها، فخصوصية الأفراد تصنعها خصوصية المكان، ومنطقة وسط البلد واحدة من المناطق العبقرية، بها العديد من الأماكن الثقافية، أبرزها "زهرة البستان"، ذلك المقهي الذي يشكل مركزا للعالم، وهو نفسه مكتب مكاوي سعيد، حيث يجلس ليكتب ويراجع كتاباته، ويلتقي أصحابه ومعارفه وزواره، كما أن مكانه علي المقهي أصبح ثابتا في اتجاه الشمس بالنهار علي اليسار، وبالليل علي اليمين، المقهي يمثل محورا لعديد من الأدباء والكتاب، ترسل علي عنوانه المراسلات، ولا نكذب حين نقول أنه قد أصبحت له امتدادات آسيوية وإفريقية، وأوروبية وأمريكية، تمثل أكثر من 40 جنسية، يكفي أن وجيه جورج حين يعود من سويسرا يأتي رأسا من المطار للمقهي، ليشرب قهوته ويوزع الشيكولاتة السويسرية التي يشيع عنها مكاوي سعيد أنها فاسدة، من هذا المقهي استقي مكاوي الشخصيات، وعكس كما من الخبرات، وقدم إبداعا غير طبيعي.