أقامت مكتبة "حنين"، ندوة وحفل توقيع لمجموعة مكاوي سعيد الجديدة "ليكن في علم الجميع سأظل هكذا"، فاجأ فيها مكاوي الحضور بأن بدايته الأدبية كانت كشاعر، واستعداده عقب تخرجه في الجامعة لنشر ديوانه الأول، ثم تراجع عندما اكتشف أنه لن يقدم جديدا، واتجه لكتابة القصة. قال مكاوي سعيد: رغم ما يقال عن أننا في زمن الرواية، فإنني أري أن القصة القصيرة هي الأكثر ملاءمة لظروف العصر الحالي الذي يتميز بالسرعة، بحيث لا تلائم تفاصيله الراوي، لذا أراهن علي القصة القصيرة برغم كل ما يقال عن أسبقية الرواية في العصر الحالي. وأكمل: نعيش حاليا حالة من الازدهار الأدبي، ونري بداية مبشرة لعودة الناس للقراءة، فعدنا لأعمال كتاب كبار مثل بهاء طاهر وغيره، ولا ننكر أن سر إقبال الناشرين علي الرواية يكمن في "عمارة يعقوبيان" التي حققت أرقام مبيعات أغرت الناشرين باتجاه الرواية، فعاد الجميع للقراءة والكتابة لكن بفوضي، فالشاعر وكاتب القصة والجميع أصبحوا كتاب رواية، وهذا يجعلني أخشي من ردة في القراءة، لأن الأصح أن يدافع كل عن فنه، ويثبت جدارته لا أن يتجهوا للمطلوب تجاريا. وعن الكتابة قال: الأدب هو إعادة تشكيل للواقع، لذا أنا من أنصار الاتجاه الواقعي، وقد راهنت يوما علي موهبتي، وكنت متأكدا أنه سيأتي اليوم الذي سآخذ فيه حقي الأدبي، ويلتفت لي القراء، وهذا ما حدث مع روايتي "تغريدة البجعة" ولعل أهم العوامل التي جعلتني أستمر حتي الآن أني أتعامل مع الكتابة بروح الهاوي، وأني أكتب كتابة بسيطة تشد القارئ بعيدا عن تعقيدات ما يسمي بالأدب الحديث، الذي نقرأه ولا نفهم منه شيئا. وأضاف: عقب نجاح روايتي "تغريدة البجعة"، تلقيت عروضاً من دور نشر كبيرة بمبالغ كبيرة، من أجل روايتي الجديدة، ولكني رفضتها لأن الرواية الجديدة لم تتشكل في رأسي بعد، وأنا أرفض الكتابة تحت الضغط، وعن تغريدة البجعة نفسها قال: كنت أعد فيلما تسجيليا عن أطفال الشوارع، صوتي فقط، لعرضه علي شركات الإنتاج تمهيدا لأخذ معدات التصوير وتصويره فعلا، إلا أن حادث التوربيني، جعل الشرطة تقبض علي كل من سجلت معهم، فضاعت المادة التي كنت سأنفذ بها الفيلم، وحاولت الاستفادة من المادة الصوتية، فدمجتها مع الرواية في سنة، وقمت بتعديلها في سنة أخري، لذا فإن كل الأجزاء الواردة عن أطفال الشوارع في الرواية حقيقية تماما. ولفت مكاوي إلي علاقته بعالم الأفلام، مشيرا إلي المشكلة التي تواجه الكاتب لعدم درايته بأسعار بيع السيناريوهات، حيث باع أحد السيناريوهات التي كتبها ب30 ألف جنيه ليفاجأ بعد ذلك أنه كان من الممكن أن يصل المبلغ إلي 50 ألف جنيه أو أكثر، وتحدث عن تجربته في كتابة السيناريو التي شملت أربعة سيناريوهات أفلام روائية، و17 فيلما تسجيليا، و12 فيلما روائيا قصيرا، وكيف تتطلب السينما التجارية بعض التنازلات، وكيف طلب منه أحد المنتجين تحويل بطل الفيلم إلي بطلة كي يناسب الدور زوجته، وهي ممثلة درجة 16 وبالطبع رفضت ومزقت العقد. وعن آخر أخباره قال: أقوم حاليا بكتابة سيناريو "شرق النخيل" لبهاء طاهر لتحويله لعمل تليفزيوني، وأن كتابه الجديد "مقتنيات وسط البلد" الصادر عن دار "الشروق"، سيطرح في معرض الكتاب، وفيه يتحدث عن أهم الأشخاص والأماكن التي قابلها وتعرف عليها في وسط البلد،كما سيتم تحويل رواية "تغريدة البجعة" إلي فيلم سينمائي قريبا تنتجه شركه "جود نيوز".