أشعل رحيل مايكل بالاك المفاجيء عن معسكر المنتخب الألماني في جنوب أفريقيا الجدل القائم حول إمكانية ارتداء قائد منتخب الماكينات السابق قميص الفريق من جديد في المستقبل. ومازال بالاك -33 عاما- قائدا لمنتخب ألمانيا رغم استبعاده من منافسات كأس العالم الحالية بجنوب أفريقيا للإصابة ومازال نجم بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي السابق يبحث عن لقبه الدولي الأول مع منتخب بلاده. ولكن رغم غيابه عن الفريق ، فقد قدم المنتخب الألماني بطولة قوية في نهائيات جنوب أفريقيا . وأذهلت ألمانيا عالم كرة القدم بعروضها في جنوب أفريقيا حيث غيرت كثيرًا من صورتها التقليدية وأصبحت تقدم كرة تمتعه. ونجح زميل بالاك السابق في خط وسط بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايجر في شغل مركزه بامتياز بقلب خط وسط المنتخب الألماني حتي أصبح الكثيرون يرون أن شفاينشتايجر هو أفضل لاعب بمونديال جنوب أفريقيا ومن بينهم قيصر الكرة الألمانية فرانز بيكنباور. وشاهد بالاك منتخب ألمانيا وهو يسحق الأرجنتين 4/ صفر في دور الثمانية يوم السبت الماضي وذلك بعدما كانت الماكينات تغلبت 4/ صفر علي أستراليا في الدور الأول و 1/4 علي إنجلترا في دور ال16 . وبقدر ما كان بالاك سعيدا بأداء منتخب بلاده لاشك في أنه تساءل عن أهميته الآن بالنسبة للفريق الذي لعب معه 97 مباراة دولية ولعب معه دورا أساسيا في وصوله إلي نهائي مونديال 2002 ثم نهائي بطولة الأمم الأوروبية يورو 2008 . وسجل بالاك اهدافًا حاسمة لألمانيا في 2002 وضحي بنفسه في قبل نهائي البطولة عندما ارتكب مخالفة لإنقاذ فريقه أمام كوريا الجنوبية مما حرمه لاحقا من المشاركة في نهائي البطولة الذي تغلبت فيه البرازيل علي ألمانيا 2/ صفر. كما سجل بالاك هدف الفوز لألمانيا في مرمي النمسا في يورو 2008 لتتأهل بلاده إلي الدور التالي من البطولة بدلا من الخروج من منافسات الدور الأول للمرة الثالثة علي التوالي. وعندما تأكد استبعاد بالاك من مونديال جنوب أفريقيا في 16 مايو الماضي بسبب عرقلة عنيفة من اللاعب كيفين-برنس بواتينج ، أصبح اللاعب الغاني من أصل ألماني هو "الرجل الشرير" بالنسبة لشعب ألمانيا كله البالغ عدده 80 مليون نسمة. وأكد بالاك وأطباء المنتخب الألماني أن قائد الفريق السابق عاد إلي ألمانيا لأن الأطباء بحاجة للتركيز علي اللاعبين المشاركين حاليا في كأس العالم ولأن بالاك سيتعافي بشكل أفضل عندما يكون في ألمانيا. وبمجرد رحيل بالاك عن المعسكر الألماني أغرقت التصريحات المختلفة لقائد الفريق الحالي فيليب لام وغيره الساحة. وصرح لام لصحيفة "تاجزتسايتونج" الصادرة في ميونيخ قائلا: "بالتأكيد لا أريد التخلي عن شارة القيادة من جديد .. لن أتطوع بالتخلي عنها ولكن هذا القرار في يد المدرب". وعندما سألت صحيفة "بيلد" اليومية لام عما إذا كان منتخب ألمانيا مازال يحتاج لجهود بالاك الذي لعب 97 مباراة دولية مع الفريق قال لام: "لست الشخص الذي يستطيع الإجابة بنعم أو لا". بينما نقل عن شفاينشتايجر قوله إن ألمانيا ربما تصبح أقوي مع عودة بالاك وصرح لاعب خط وسط ألمانيا السابق بيرند شوستر بعبارة مشابهة ولكن كلاهما لم يؤكد أن ألمانيا ستصبح أقوي بشكل مؤكد.