تنطلق الأربعاء المقبل الدورة الرابعة والستون لمهرجان «أفينيون» وهو يعد أكبر مهرجان للمسرح في فرنسا وربما في العالم ويقام في مدينة أفينيون الفرنسية العريقة في شهر يوليو من كل عام . يشترك في الإشراف علي المهرجان هذا العام اثنان من أهم المبدعين الأوروبيين : الكاتب والمؤلف المعاصر أوليفييه كاديو والمخرج السويسري الألماني كريستوف مارثالر، الذي ستشهد الساحة الكبري لقصر البابوات، مقر إقامة المهرجان، عرضه الموسيقي والمسرحي الجديد "الحماية من المستقبل". أصبح مهرجان أفينيون المسرحي منذ بدايته علي يد الممثل والمخرج المسرحي جون فيلار عام 1947 أحد أكبر التظاهرات الثقافية المعاصرة ، حيث تصبح مدينة أفينيون مسرحا كبيرا ، مستغلة تراثها المعماري من قصور وقلاع وحدائق مفتوحة إلي مسارح ودور عرض تستقبل عشرات الآلاف من عشاق المسرح من جميع أنحاء العالم . يتجاوز عدد مسرحيات البرنامج الرسمي للمهرجان الأربعين عملا بين مسرح تقليدي وشامل ورقص درامي حديث، كما يتجاوز عدد الأعمال التي تعرض في المهرجان الموازي والمعروف باسم مهرجان "أفينيون أوف"، أكثر من 600 عرض تشمل كل أشكال المسرح وتنويعاته المختلفة من المسرح الإيمائي «بانتومايم» ومسرح الأطفال والسيرك وألاعيب الحواة، إلي المسرح الشامل من رقص وتمثيل وغناء، إلي المسرح التقليدي بأنواعه المختلفة من ملهاة ومأساة ومن مسرح شعري وآخر نثري، إلي المسرح الحديث الممعن في التجريبية ، إلي مسرح الشارع وغير ذلك من صور العرض المسرحي. وفي مقاله الافتتاحي علي موقع المهرجان علي الإنترنت ، يؤكد فانسان بودرييه ، مدير المهرجان، أن نسخة هذا العام ستخاطب بشكل أقرب الإنسان المعاصر من خلال أعمال غارقة في الواقعية ، يلعب فيها الفنانون دور علماء "الأنثروبولوجيا" للحياة اليومية. وسيلعب قصر البابوات ، الذي يرجع تاريخه إلي القرن الرابع عشر، دور المسرح المتميز لعرض ريتشار الثاني، رائعة شيكسبير، الذي سبق أن تم افتتاح المهرجان به عند انطلاقه لأول مرة عام 1947 ولكن هذه المرة بترجمة ورؤية جديدتين من إخراج المخرج المسرحي جون باتيست ساستر.