ربما كانت أحزان شعب جنوب أفريقيا جراء خروج منتخب باراجواي من المونديال الذي يستضيفونه في بلادهم لا تقل عن أحزانهم لخروج منتخب غانا ممثل جميع الأفارقة في البطولة غير أن الأسباب تختلف بالتأكيد، وسر تشجيع «الأولاد» لمنتخب باراجواي يرجع في المقام الاول لهذه الجميلة التي استحقت عن جدارة لقب جميلة جميلات العرس الكروي العالمي حتي رحلت كالحلم الطليق مع منتخبها الأمريكي اللاتيني تاركة للبافانا بافانا ذكري البهاء وصهيل الأحزان وعطر الأيام التي تحمل رائحة الحضور الأنثوي العاشق للحياة وللساحرة المستديرة. وعلي مدي مباريات منتخب بلادها في المونديال وحتي خروجه من دور الثمانية كانت عارضة الأزياء لاريسا ريكيلمي البالغة من العمر 24 عاما بحق جميلة جميلات العرس الكروي العالمي فيما حملت لقب «المشجع رقم 1» لمنتخب باراجواي. ومع خروج منتخب باراجواي من مونديال جنوب أفريقيا 2010 فإن للأولاد أو شعب البافانا بافانا أن يشعروا بالأسي لحرمانهم من مشهد لاريسا ريكيلمي وهي تلوح بعلم بلادها في الملاعب دون أن تبخل علي بعضهم بقبلة ودية خاطفة أو تضع يدها علي كتف أحدهم فيما تحولت هذه الفاتنة المتوهجة الجمال إلي شخصية تحظي بشعبية هائلة في جنوب أفريقيا بقدر ما تشعر أيضا كاميرات التليفزيون بالغضب والاحباط لغياب مشهد جميلة الجميلات المفضلة للكاميرات واللقطات بين المشجعين في هذا المونديال القاسي القلب. وإذا كان «الأولاد» في جنوب أفريقيا ومعهم جميع الأفارقة قد شعروا بالضيق من منتخب أوروجواي الذي خطف فوزا غير مقنع من منتخب غانا الذي يري الكثيرون أنه كان الأجدر بالصعود للمربع الذهبي لمونديال 2010، فإن كان الأولاد لابد أن يشعروا بضيق مماثل حيال منتخب اسبانيا الذي فاز بهدف واحد علي منتخب باراجواي لتسيل دموع جميلة جميلات المونديال لاريسا ريكيلمي. ومع ذلك فلعل عشاق الجمال يعزون أنفسهم بظهور كثيف لجميلات اسبانيا بنفحات أندلسية مع دخول العرس الكروي العالمي مربعه الذهبي، فيما ستكون اسبانيا علي موعد مع اختبار عصيب في مباراتها اليوم مع منتخب الماكينات الألمانية. ولئن كان بعض المعلقين الكرويين توقعوا أن تكون مباراة منتخبي اسبانيا وألمانيا في المربع الذهبي لمونديال 2010 من أقوي مباريات هذا المونديال وأكثرها متعة، فإن جماهير البلد المضيف للعرس الكروي العالمي بل غيرهم من شعوب العالم التي تتابع هذا العرس علي شاشات التليفزيون تأمل في ظهور متألق لجميلات أوروبا بعد أن تراجع لحد كبير الحضور المبهج لجميلات أمريكا اللاتينية في الملاعب ومن بينها ملعب «ايليز بارك» الذي شهد هزيمة باراجواي أمام الماتادور. وإذا حق لاريسا ريكيلمي ابنة باراجواي أن توصف بأنها جميلة جميلات مونديال 2010، فإن ملاعب المونديال ازدانت بجميلات أمريكا اللاتينية سواء من أوروجواي والبرازيل والأرجنتين أو تشيلي التي ودعت البطولة مبكراً، فيما كان من عوامل الجذب لهذا المونديال ومصدر بهجة وسعادة لشعب البافانا بافانا المضيف للعرس الكروي العالمي. وشكل مشجعو منتخبات أمريكا اللاتينية في مباريات مونديال 2010 ومن بينهم نسبة كبيرة من الجميلات أحد أهم عوامل الجاذبية السياحية لجنوب أفريقيا في هذا العرس الكروي العالمي ومع أن الأمريكيين اللاتينيين لا يتمتعون بالقوة الشرائية التي يحظي بها مواطنو الولاياتالمتحدة ودول أوروبا، فإن الجمال الأنثوي الساحر كان كفيلا بأن يعوض هذه المسألة بل يجعل أبناء أمريكا اللاتينية موضع ترحيب بالغ في أقصي جنوب القارة السمراء. وعاشت السبت الماضي مدينة كيب تاون لحظات من البهجة والدهشة مع جميلات أمريكا اللاتينية وهن يرقصن بالألوان الزرقاء والبيضاء علي إيقاعات الطبول الكبيرة فيما ترددت الهتافات: «مارادونا.. مارادونا» قبيل أن يتحول هذا الفرح الأمريكي اللاتيني إلي أحزان ودموع سكبتها الجميلات بغزارة علي مارادونا وفريقه بعد أن سحقت الماكينات الألمانية الجبارة راقصي التانجو علي ملعب «جرين بوينت» بأربعة أهداف نظيفة. وكما لاحظ نقاد ومعلقون، فإن مونديال 2010 إذا كان قد أظهر بوضوح «الروح الأفريقية» التي تجلت في التفاف جميع الأفارقة حول منتخب غانا ومساندتهم وتشجيعهم للنجوم السوداء، فإن هذا المونديال أظهر أيضا «الروح الامريكية اللاتينية» لتتجلي في أحزان جميع الأمريكيين اللاتينيين لهزيمة الكرة الامريكية اللاتينية وخروج منتخباتهم من البطولة العالمية فيما يشجعون الآن منتخب أوروجواي باعتباره فريقهم الوحيد في المونديال. والحق أن مباريات المونديال التي شدت مليارات البشر من مشارق الأرض ومغاربها هي نموذج لما يسمي باندماج حالات الفرجة والمراقبة وممارسة الجموع الحاشدة لانحيازاتها الجمعية والتعبير عن انتماءاتها فيما كانت دموع جميلات السامبا البرازيلية والتانجو الأرجنتينية شاهدا مؤثرا علي انتماء الجميلات والتماس العزاء والسلوي من بضعهن بعضنا. وإذا كان البعض يفسر ولع الأمريكيين اللاتينيين رجالا ونساء بالساحرة المستديرة بأنها «مسألة جينات» أو أنها «مسألة في الدم» بقدر ما يرتبط الأمر أيضا بمشاعر الفخر والكرامة الوطنية علي حد قولهم، فإن جينات لاريسا ريكيلمي جميلة جميلات مونديال 2010 تحمل هذا الولع الكروي بقدر ما حملت الجمال كله. وكما توالت مشاهد مؤثرة لاحزان جميلات البرازيل في مدن مثل: ساو باولو وبرازيليا بعد خروج منتخب السامبا يوم الجمعة الماضية من دور الثمانية وهزيمته أمام الطاحونة البرتقالية الهولندية بهدفين مقابل هدف واحد، فإن ساحة المسلة في العاصمة الأرجنتينية بيونيس ايريس التي اعتاد الأرجنتينيون الاحتفال فيها بالانتصارات الكروية لراقصي التانجو تحولت إلي نهر لدموع الجميلات بعد أن سحقت الماكينات الألمانية راقصي التانجو.