الجنود البريطانيون الذين أنهوا الخدمة العسكرية وبخاصة الذين خدموا في مناطق الصراع في العراق وأفغانستان أصبحوا عبئًا علي لندن حيث يميل بعضهم لارتكاب جرائم عنيفة، مما دفع مجموعة برلمانية للتقدم باقتراح للحكومة بتقديم مساعدات للجنود العائدين من العمليات القتالية في الخارج وتحديدا أفغانستان لتخفيف الضغوط النفسية التي يواجهونها وتساعدهم في التكيف مع الحياة المدنية للحد من ظاهرة تزايد عدد الجنود العائدين الذين يرتكبون جرائم وجنايات. وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التوصيات التي تقدم بها النواب إلي وزارتي الدفاع والعدل، تشمل تقدير الحالة النفسية للعائدين من الحروب قبل اتخاذ قرار بإحالتهم خارج الخدمة، موضحة أنه يجب إيلاء اهتمام خاص لقضايا المخدرات أو الكحول، وتكليف الشرطة برصد سلوك المحاربين السابقين، وإحالتهم إذا اقتضي الأمر، إلي أطباء إخصائيين. ونقلت الصحيفة عن النائب الفين لويد قوله أن العديد من المحاربين القدامي يواجه مشاكل في التكيف مع الحياة الطبيعية. ويضيف في روايته إن "بعض هؤلاء الشباب رأي الجحيم قبل أن يعود، ومن مسئوليتنا مساعدتهم. ومن الواضح أننا لا ننفق ما يكفي من الوقت لإعداد جنودنا علي التكيف مع الحياة بعد أن يتركوا الخدمة. يجب توفير المزيد من المساعدة سواء أثناء القتال الفعلي، أو بعد انتهاء الخدمة الفعلية في العمليات بغض النظر عما إذا كانوا قد طلبوا هذه المساعدة". ووفق احصائيتين ذكرهما هاري فليتشر، الأمين العام المساعد لحلف الأطلنطي (الناتو)، أجراهما نابو تشيران فإن 8 % من السجناء والموضوعين تحت المراقبة، قد أدوا الخدمة العسكرية، ومعظمهم خدم خلال السنوات العشر الأخيرة. وكانت "الجارديان" قد نشرت الشهر الماضي تحقيقا عن ان آلافا من العسكريين السابقين يلقي القبض عليهم في جميع أنحاء بريطانيا شهريا، كثير منهم بتهمة ارتكاب جرائم عنيفة. من جهة أخري، دافعت حكومة الائتلاف البريطانية عن خططها حول سلسلة من التخفيضات المحتملة بنسبة تصل الي 40%. وقال وزير المواصلات فيليب هاموند في تصريح بثته هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) انه من غير المحتمل ان تقوم الوزارات بخفض النفقات بشكل كامل.