تشير الأساطير الإغريقية إلي أنه كان يعيش في قبرص شاب وسيم يدعي "بجماليون" وكان هذا الشاب فنانا موهوبا في نحت التماثيل ولم يكن يصل لمستوي فنه وعبقريته أي إنسان آخر في زمنه، فكان ينحت التمثال من العاج أو الحجر فيبدو كأنه مخلوق حي من لحم ودم... وعلي الرغم من كراهيته الشديدة للمرأة، فقد صنع لها أجمل تمثال.. لم يكن التمثال مجرد صورة عادية ولكنه كان آية في الجمال والروعة وكان تجسيدا لكل أوصاف الحسن والجمال.. ولكن هذا التمثال أصبح هم بجماليون الأكبر فكان يصنع بأصابعه الساحرة لمسات فنية جديدة يضيفها إليه في كل يوم حتي أصبح التمثال أروع تحفة فنية يمكن صناعتها... وكانت "فينوس" ملكة الحب علي علم بما يحدث لبجماليون فلما وصلت به الحال إلي هذه الدرجة القصوي من البؤس والقنوط رقت لحاله وقررت أن تساعده وبثت الروح في تمثاله، فأصبحت إمرأة حقيقية.. أما بقية الأسطورة فتقول: إن بجماليون أطلق علي عذرائه اسم "جالاتيا" غير أن جالاتيا بعد أن تحولت إلي واقع معاش، أصبحت مصدر تعب وشقاء لبجماليون، صاحبها، وصانعها.. لقد بدأت مشاعرها في التحول إلي غيره، ولم تعد تعترف بفضله عليها، وبدأت تمارس عليه حصارا نفسياً وضغطاً عاطفياً رهيباً.. وهنا كان علي بجماليون أن يتخذ قراره المصيري.. لقد قرر أن يتخلص من تمثاله، ومن صنيعة يديه.. لقد قرر أن يحيل تمثاله البشري إلي كومة من الأحجار مرة أخري، وأن "يهد المعبد علي أصحابه"... وهو ما دعا أحد أصحابه إلي القول "أرأيت الحماقة التي ارتكبها!.. ولكنهم هكذا دائماً يحطمون الجمال الذي يصنعون.. ليعيدوا بناءه من جديد.." وعلي الرغم من شهرة هذه الأسطورة، وتخليدها في عدة مسرحيات عالمية، أشهرها مسرحية "بجماليون" لجورج برنارد شو، وأيضا مسرحية "بجماليون" لتوفيق الحكيم، فإن هناك من يحاول نسبتها إلي نفسه، كما حدث في فيلم "اللمبي 8 جيجا" الذي تشير تترات الفيلم إلي أن القصة لمحمد سعد! يدور الفيلم حول شخصية "اللمبي" ذلك الرجل الذي لا يكاد يفقه شيئاً في أمور الحياة، غير أن عالماً وطبيباً يري أنه يستطيع أن "يبرمجه"، وأن يجعل منه "جهاز كمبيوتر بشري" ، بفضل "شريحة إلكترونية ذكية" يتم غرسها في ذراعه.. ويصبح اللمبي بفضل هذا الاختراع "أشهر محام" في مصر، وتصبح له قدرة عبقرية علي حل جميع المعضلات القانونية.. ويبدأ اللمبي في التحول عن "العالم"، وفي "الهروب منه"، طالباً منه أن ينسي اختراعه لأنه ليس ملكاً له ولن يعود كذلك.. وهنا يقرر العالم أن يحطم اختراعه ليعيد بناءه من جديد مع شخص آخر.. التمصير ليس عيباً، والاقتباس ليس جريمة، والاستفادة من التجارب العالمية شيء محمود، شريطة أن نعترف بذلك، وألا يتحول الأمر إلي مجرد توارد خواطر بين "جورج برنارد شو"، و"محمد سعد"!