ايام قليلة ويسدل الستار علي اول مونديال افريقي في التاريخ بكل ايجابياته وسلبياته ..فقبل ان تنطلق البطولة لم يكن احد يتوقع ان تتحول الة الفوفوزيلا وكرة جابولاني الي حديث العالم في كل مكان. وبلا ادني شك يمكننا ان نطلق علي كاس العالم الحالية "مونديال الفوفوزيلا" نظرا لما احدثته هذه الالة من جدل كبير ليس في جنوب افريقيا وحدها وانما في العالم اجمع. كما لم تتعرض اي كرة قدم في التاريخ للانتقاد مثلما حدث مع جابولاني التي انتقدها الحراس والمهاجمون بل حتي الجماهير. ولذلك يمكننا التاكيد علي ان ابرز ما قدمته جنوب افريقيا للعالم في هذا المونديال هو الفوفوزيلا وجابولاني. ولا يجب ان ننسي الجدل الكبير حول تنظيم بلاد البافانا بافانا للمونديال وتباين الاراء التي اشاد بعضها بجنوب افريقيا وانتقدها البعض الاخر. الفوفوزيلا لم يتخيل فريدي مايك مخترع الفوفوزيلا في عام 1965 أن يحدث اختراعه ذلك الصدي الواسع حول العالم بعد 55 عاما. فتلك الصافرة الكبيرة التي تصدر صوتا مزعجا للبعض اقتحمت ملاعب كرة القدم وباتت الظاهرة الأكثر جدلا لكأس العالم 2010 . وتعرضت الفوفوزيلا لانتقادات عنيفة منذ بداية البطولة من قبل الصحفيين والمشجعين واللاعبين ومعلقي المباريات بسبب الإزعاج الكبير الذي تحدثه وعدم انقطاعها مما يثير الأعصاب. وكشفت دراسة علمية أوروبية أن الفوفوزيلا تحدث ضجيجا يبلغ مقداره 127 ديسيبيل وهو ضجيج يقل بمقدار 25 ديسيبيل فقط عن الضحيج الذي تحدثه أصوات إقلاع طائرة نفاثة (150 ديسيبل). إلا أن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي رفض منع الفوفوزيلا لأنها عادة محلية إفريقية قائلا : هل ترغب في أن يتم منع أي من تقاليد التشجيع الكروي في بلادك؟ جابولاني كرة كأس العالم 2010 كانت مثار أحاديث الكثيرين حتي الان بسبب الأهداف الغريبة التي سكنت شباك الفرق عن طريق أخطاء حراس المرمي في التعامل معها. ونالت جابولاني غضبا شديدا من معظم الحراس الذين انتقدوا الكرة بشدة بسبب خفتها وزيادة سرعتها بنسبة كبيرة عند الاصطدام بالأرض مما يصعب الإمساك بها. ووصف خوليو سيزار حارس البرازيل الجابولاني بكرة الشاطئ البلاستيكية التي يشتريها الآباء لأطفالهم، بينما انتقدها رفايل ماركيز قائد المكسيك قائلا : إنها تتحرك بسرعة كبيرة وبصورة غير متوقعة، ما يصعب علي اللاعبين تقدير اتجاهها وحركتها. إلا أن آندي هيرلاند مصمم الكرة نفي تلك الانتقادات قائلا : يمكنني أن أؤكد بشكل قاطع، أنه لا يوجد خطأ بتصميم جابولاني. وتابع : قضينا سنوات طويلة من البحث لتصميم كرة، فالكرة بها عدد أقل من الشرائح بالتالي يكون مسارها سليما في الهواء فهي أكثر استقراراً من الكرات السابقة، وأعتقد أن كافة الشكاوي لأن اللاعبين لم يعتادوا عليها بعد. التنظيم "أود أن أشكر جوزيف بلاتر علي هذه الاستضافة التي لم أر مثلها من قبل" هكذا سخر الصحفي الأمريكي لوك أوبراين من تنظيم جنوب إفريقيا للمونديال بعدما تعرض للسرقة في تصريح لصحيفة "نيوزويك". وأضاف : دائما ما تؤدي بنا أفكاره إلي مزيد من التخبط والتخلف بعدما فقد حقيبته الخاصة التي تحتوي علي جهاز الكمبيوتر الشخصي وكاميرا بالإضافة إلي مبلغ مالي يقترب من خمسة آلاف دولار. ولا يعد أوبراين الضحية الوحيدة للسرقة في جنوب إفريقيا، فحوادث السرقة طالت العشرات من الصحفيين والمرافقين والجماهير خلال كأس العالم مما فتح باب الانتقادات مجددا للحالة الأمنية في جنوب إفريقيا. ولا تعد الأزمة الأمنية فقط ما يعيب التنظيم الجنوب إفريقي، ولكن المقاعد الفارغة في بعض المباريات والتي أثارت استياء العديد من المتابعين. وفتح الاتحاد الدولي لكرة القدم تحقيقا حول عملية بيع التذاكر بعدما وجدت كسادا في السوق المحلية بالإضافة إلي عدم حضور بعض الأجانب ممن يحملون تذاكر إلي جنوب إفريقيا. وقال متحدث باسم الفيفا لصحيفة "ديلي تليجراف" الإنجليزية : جار التحقيق في طريقة بيع التذاكر وتوزيعها بالإضافة إلي توفير جميع وسائل النقل بين الملاعب والمدن. ومن ابرز المنتقدين للبطولة اسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه الذي قال ان جنوب افريقيا لم تقدم بطولة جيدة مشيرا الي حوادث السرقة والقصور الامني. قال بيليه : الفيفا تتحمل مسئولية سوء التنظيم ..فجنوب افريقيا لم تقدم للعامل المونديال المثالي الذي كنا ننتظره. ورغم انتقادات التنظيم هناك اخرون اشادوا بجنوب افريقيا علي راسهم جوزيف بلاتر رئيس الفيفا الذي اكد ان البطولة تسير بشكل جيد حتي الان. كما اشاد مارادونا المدير الفني لمنتخب الارجنتين اكثر من مرة بالتنظيم مؤكدا ان جنوب افريقيا نجحت في الظهور بصورة مشرفة امام العالم. اما رئيس اللجنة المنظمة للبطولة جوردان فاشاد بالنواحي التنظيمية لبلاده مؤكدا ان الامور تسير علي ما يرام.