ورد إلي روزاليوسف سؤال حول معني الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وما حكم التشكيك فيه؟ ويجيب عن هذا السؤال الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية قائلا :" لا شك أن القرآن الكريم معجز ، ويجب أن يعتقد كل مسلم بذلك ، ومعني إعجاز القرآن الكريم أن البشر والجن لا يستطيع تحدي القرآن، كما أن إعجازه ليس محصورا في ناحية واحدة، وإنما تعددت ألوانه فمن حيث البلاغة وقوة الكلمات وسموها لا تستطيع اي ملكات تعبيرية ان تقترب من تعبير القرآن وتنطق بذلك آيات الكتاب الكريم كما قال تعالي " قل لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ". والمعروف أن القرآن نزل علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في البيئة العربية وكان القرآن الكريم متفقا مع لغة القوم الذين ظهرت الرسالة فيهم ، وتحدي القرآن العرب وكانوا في وقت نزول القرآن أرباب فصاحة وبيان ووصل بهم الأمر إلي انهم قاموا بالاحتفاء بالقصائد الشعرية وعلقوها في أشرف مكان وهو الكعبة المشرفة وإذا انتقلنا للإعجاز التشريعي نجد سمو التشريع في القرآن الكريم، وعلاه الذي لايمكن أن يسمو إليه تشريع ، وإنما يكفي لجوء أي إنسان إلي تشريعاته التي جعلها الله منظمة لعلاقات الناس بعضهم البعض وعلاقتهم بالخالق تعالي فإن كل منصف حتي ولو كان غير مسلم سيتأكد من عدالة تشريعه. أما الإعجاز العلمي فيظهر عندما تتعرض آية أو آيات لظاهرة طبيعية فإنها تجيء متفقة تماما مع الحقائق العلمية، فمثلا عندما يصور القرآن الكريم حال الكافر بأن نفسيته غير مستقرة فيشبهها بحالة من يصعد في السماء بطبقات الجو العليا وأنه يشعر بالضغط الجوي علي صدره ، فالآية الكريمة تقول "من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ". فالإعجاز العلمي ثابت بعيدا عن أي نظرية علمية ، ومن المرفوض والمحرم إنكار الإعجاز العلمي لكتاب الله الحكيم، كما يجب أن نعلم أن القرآن ليس كتابا فلكيا أوعلميا وإنما هو كتاب تشريعي نزله الله علي رسول الله لينظم علاقات الناس جميعا بعضهم لبعض لكن إذا جاءت مناسبة علمية تذكرها الآيات فلا يشوبها شيء من الشك ويؤكد الواقع الحقيقة العلمية التي ذكرت في القرآن ، وينبغي في هذا ألا نفسر الآيات بنظريات علمية لأنها تتغير وإلا عرضنا القرآن للأهواء.