ورد سؤال من مواطن يقول : نعلم جميعا أن أول آية نزلت في كتاب الله هي «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، ولكننا نري في ترتيب المصحف الذي بين أيدينا ان القرآن مرتب ليس بوقت النزول، فهل هذا الترتيب اجتهاد من الصحابة؟ وكيف نرد علي من يقول بأن ذلك هو تدخل بشري في الترتيب؟ ويجيب عن هذا السؤال الشيخ محمد الراوي أستاذ علوم القرآن وعضو مجمع البحوث الإسلامية قائلا: إن القرآن الكريم الذي بين أيدينا هو نفسه الموجود في اللوح المحفوظ بترتيبه الذي وضع منذ عهد الصحابة وحتي وقتنا الحاضر، حيث إن هذا الترتيب توقيفي ولا تدخل بشري فيه، حيث ان الوحي راجع الرسول صلي الله عليه وسلم في آخر حياته مرتين، وكان الصحابي زيد بن ثابت حاضرا الترتيب في قراءة القرآن الأخيرة للرسول مع الوحي، وعندما تم جمع القرآن وترتيبه في المصحف كان حاضر كتبة الوحي ولم يحدث أي خلاف في الترتيب، وأقره جميع الصحابة. ولم يحدث أن هناك اجتهاداً فردياً، فعندما جمع القرآن وكتب من الصحف والألواح التي كتبت عليها آيات القرآن حضر زيد بن ثابت القراءة الأخيرة، كما أن القرآن لم ينزل كله آيات متفرقات حيث نزلت بعض السور كاملة كسورة الأنعام التي نزلت دفعة واحدة علي رسول الله، وكان الرسول يقرأ القرآن من قلبه. والناظر لكتاب الله يجد السور مترابطة، ونجد أن أول السورة متسق في الترتيب مع ما يليه حتي آخرها، ولذلك نري أبحاثا ودراسات حول إعجاز ترتيب القرآن وتناسق آياته، والمعاني التي تدل عليها تلك الآيات، ولم تنته حتي الآن.