هيمنت علي العالم في الآونة الأخيرة فكرة نظرية المؤامرة وأنها هي العامل الخفي وراء كل الأحداث التي نراها علي المشهد السياسي العالمي ؛أو بالأحري أن الحكومة الأمريكية تروج لمؤامرات لتضليل شعبها ،وهو ما طرح العديد من الأسئلة عن مرتكب جريمة اغتيال الرئيس كنيدي؟ومن الذي يقف وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر؟وغيرها من الأسئلة التي دفعت جيسي فنتورا - الحاكم السابق لولاية مينيسوتا الأمريكية والمصارع السابق لإصدار كتابه الجديد«المؤامرات الأمريكية». وخلال الكتاب يروج فنتورا إلي أن الحكومة الأمريكية دوما ما تختلق الأكاذيب لتضليل الشعب الأمريكي؛وهو ما أدي إلي اتساع الهوة بين ما تعرفه الحكومة الأمريكية عن حقائق الأحداث وبين ما تحاول تقديمه لشعبها لإقناعهم بأنه الحقيقة الكاملة ؛بينما في واقع الأمر هذه الحقيقة تغلفها الأكاذيب العارية من الصحة.ويري المؤلف أن الامريكيين هم من سمحوا منذ فترة طويلة لرجال الساسة من كافة الأحزاب في ممارسة الكذب عليهم ،موضحا في الوقت ذاته أن وسائل الإعلام قد شاركت في نسج خيوط الخداع والمؤامرة. ويعج تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية بالعديد من الاغتيالات السياسية بداية من اغتيال الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة إبراهام لينكولن عام 1865 فهناك العديد من مؤامرات الاغتيالات السياسية المتنوعة في معظم حقب التاريخ الأمريكي ومن أشهر هذه الاغتيالات، اغتيال الرئيس جون إف كيندي، والناشط الأسود مالكوم إكس، وزعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج.إضافة إلي ذلك، كان هناك العديد من محاولات الاغتيال المعروفة الفاشلة التي وقعت خلال العقود القليلة الماضية،والتي كان من أهمها محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريجان عام 1981.ويري فنتورا أن ما يثير الدهشة أن دوما هناك شخصاً مسلحاً هو القاتل المتهم في هذه الاغتيالات ويؤكد الكاتب علي ضرورة إعادة التحقيق في جرائم الاغتيال هذه للوقوف علي القاتل الحقيقي الذي ربما يكون مجموعة من الساسة أو المنظمات الكبري ولإزالة الستار عما تخفيه الحكومة الأمريكية من أسرار في جعبتها طيلة السنوات الماضية. وهناك العديد من التساؤلات التي يطرحها المؤلف إيمانا منه بأن جميعها تدور في فلك نظرية المؤامرة فهل الحزب الجمهوري قام بسرقة الانتخابات في عام 2000و 2004 من أجل جورج دبليو بوش؟هل بالفعل كشف الإعلام النقاب عن الحقيقة الكاملة وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر أم أنه لا يزال هناك أحد المحاور في طي الكتمان وهل كانت إدارة الرئيس جورج بوش الابن علي دراية بتلك الهجمات التي هزت أرجاء الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 2001 أم أن الإدارة الأمريكية بالفعل كان لها يد في هذه الهجمات؟وما هي الدوافع الحقيقية وراء حرب فيتنام وإذا كانت الحكومة الأمريكية قد كذبت في هذا الأمر الذي كلف الآلاف من هذا الجيل أرواحهم فماذا يتبقي إذن لمزيد من الأكاذيب؟ وهل تعد حالة الانهيار التي يعاني منها النظام المالي اليوم وخطة الإنقاذ من جانب الاحتياطي الفيدرالي بمثابة حلقة في سلسة المؤامرات التي نعيشها في الوقت الراهن؟ فكتاب«المؤامرات الأمريكية» يكشف عن الوجه القبيح للولايات المتحدةالأمريكية التي تدعي أنها إمبراطورية الحرية والليبرالية وحاملة لواء الحرية والسلام للعالم وهي نفسها تئن من الكذب والخداع وغياب الحرية المزعومة.وفي نهاية الكتاب يجمل المؤلف وجمعة نظره مخاطبا الشعب الأمريكي بان عليهم من الآن النظر إلي حكومتهم باعتبارهم مستعمراً وأن بلادهم باتت لا تعدو عن كونها مستعمرة .