جامعة الطفل تشارك في المعسكر الصيفي التاسع للمراهقين بالصين    تعيين الدكتورة هالة السعيد مستشارًا للجامعة الأمريكية بالقاهرة    أسعار الفراخ اليوم الخميس 21-8- 2025 بأسواق مطروح.. الشامورت ب 120 جنيها    وزير التعليم يلتقى رئيس جامعة هيروشيما لبحث التعاون فى التعليم التكنولوجي    جامعة أسوان تختتم فاعليات الأسبوع الأول من مبادرة "كن مستعدًا"    البورصة تخسر 5 مليارات جنيه بختام تعاملات جلسة نهاية الأسبوع    رئيس الوزراء يحضر مأدبة عشاء رسمية لرؤساء الوفود المشاركة فى قمة "تيكاد 9"    الجيش الروسي يحرر بلدة ألكسندر شولتينو في جمهورية دونيتسك الشعبية    الرئيس اللبنانى: ملتزمون بتطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة    حماس تعليقًا على عملية رام الله: سنواصل ضرب المحتل حتى تحرير الأرض والمقدسات    انضمام حكام جدد للجنة الحكام على رأسهم محمد الحنفي    وكيل "تعليم الإسماعيلية" يتابع امتحان الشهادة الثانوية العامة الدور الثانى    الحكم بإعدام المتهمين بقتل تاجر مواشى لسرقته بالبحيرة    معاون وزير السياحة يكشف تفاصيل استخراج الآثار من قلب بحر الإسكندرية.. فيديو    بدرية طلبة تواجه عقوبة الإيقاف أو الشطب بعد إحالتها لمجلس التأديب    أحمد سعد يتألق في مهرجان الشواطئ بالمغرب.. والجمهور يحتفل بعيد ميلاده    رئيس قطاع المعاهد الأزهرية يتفقد "المشروع الصيفى للقرآن الكريم" بأسوان    المحافظ ونائب وزير الصحة يفتتحان جهاز تفتيت حصوات الكلى بمستشفى دمياط العام    وكيل صحة الإسماعيلية تفاجئ وحدة طب أسرة الشهيد خيرى وتحيل المقصرين للتحقيق    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في نهاية تعاملات الخميس    رئيس مركز القدس للدراسات: الحديث عن احتلال غزة جزء من مشروع "إسرائيل الكبرى"    وزير الثقافة يعلن محاور وأهداف المؤتمر الوطني «الإبداع في زمن الذكاء الاصطناعي»    مستخدمًا سلاح أبيض.. زوج ينهي حياة زوجته ويصيب ابنتهما في الدقهلية    «الصحة»: وفاة شخصين وإصابة 18 في حادث تصادم طريق «الإسكندرية - مطروح»    جامعة أسيوط تعلن مواعيد الكشف الطبي للطلاب الجدد    تقرير: تطور مفاجئ في مفاوضات تجديد عقد فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد    «غير من شخصية الأهلي».. شوبير يكشف موقف الخطيب من ريبيرو    «الأرصاد» تحذر من حالة الطقس يومي السبت والأحد.. هل تعود الموجة الحارة؟    كيفية صلاة التوبة وأفضل الأدعية بعدها    نائب وزير الصحة يبحث مع رئيس الأكاديمية العربية للنقل البحري سبل التعاون    بينها إسقاط الجنسية المصرية عن مواطنين.. رئيس الوزراء يصدر 4 قرارات جديدة اليوم    في جولة مفاجئة.. عميد طب قصر العيني يطمئن على المرضى ويوجه بدعم الفرق الطبية    نائب وزير الصحة يشارك في ختام فعاليات المؤتمر العلمي الشامل لزراعة الأسنان بمستشفى العلمين    إيفرتون يدرس التعاقد مع مدافع مانشستر سيتي    مدبولي: نتطلع لجذب صناعات السيارات وتوطين تكنولوجيا تحلية مياه البحر    بداية عهد جديد للتنقل الذكي والمستدام چي پي أوتو تطلق رسميًا علامة "ديبال" في مصر    رفضه لجائزة ملتقى الرواية 2003 أظهر انقسامًا حادًا بين المثقفين والكتَّاب |السنوات الأولى فى حياة الأورفيلى المحتج    «انتصار حورس» يفتتح الدورة ال32 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    ألسن عين شمس تستعرض برامجها الجديدة بنظام الساعات المعتمدة    جودة غانم: بدء المرحلة الثالثة لتنسيق الجامعات الأسبوع المقبل    دار الإفتاء: سب الصحابة حرام ومن كبائر الذنوب وأفحش المحرمات    وفد مجلس الزمالك يجتمع اليوم بوزير الإسكان لحل أزمة أرض أكتوبر    السجن المشدد 15 سنة لمتهم بسرقة طفل تحت تهديد السلاح بسوهاج    مديريات التعليم تنظم ندوات توعية لأولياء الأمور والطلاب حول البكالوريا    الإسماعيلي يتقدم باحتجاج رسمي ضد طاقم تحكيم لقاء الاتحاد    الداخلية: تحرير 126 مخالفة للمحال المخالفة لقرار الغلق لترشيد استهلاك الكهرباء    هل يوجد زكاة على القرض من البنك؟.. أمين الفتوى يجيب    "الأمور صعبة".. الأهلي يصدم حسام حسن بشأن إمام عاشور    انخفاض الأسمنت.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    أخبار مصر: اعترافات مثيرة ل"ابنة مبارك المزعومة"، معاقبة بدرية طلبة، ضبط بلوجر شهيرة بحوزتها مخدرات ودولارات، إعدام سفاح الإسماعيلية    بعد بلاغ وزارة النقل.. البلشي: مواجهة الصحافة بالتقاضي تهديد لحرية تداول المعلومات    مواعيد مباريات اليوم الخميس 21 أغسطس والقنوات الناقلة    نتنياهو يرفض مقترح الهدنة ويصر على احتلال غزة بالكامل    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    توسيع الترسانة النووية.. رهان جديد ل زعيم كوريا الشمالية ردًا على مناورات واشنطن وسيول    إذاعة القرآن الكريم| من رفعت إلى نعينع.. أصوات صنعت وجدان المسلمين    رسميًا بعد الارتفاع الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الخميس 21 أغسطس 2025    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطاهر شرقاوي: حكايات العجائز «كنز مدهش» يحرصون علي إنجاب امرأة لترثه
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 14 - 06 - 2010

عن العجائز، وفي عالمهم المدهش، ذلك شديد الغني بتفاصيل شديدة الخصوصية، يأخذنا الطاهر شرقاوي في رحلة تمتد بين أرض يسير علي ترابها كل يوم، وأرض ساحرة خلقتها حكايات الجدات، نري في الرحلة امتزاج الوجود الواقعي بالخيال المتأمل، والموت بالحياة، والتفاصيل بالكل، السؤال الوجودي بالعجز النفسي، في مجموعته الجديدة عجائز قاعدون علي الدكك يجلس الطاهر الشرقاوي علي دكة العجائز متأملا ما لديهم، فلنجلس إلي جواره ليخبرنا بكلماته عما رأه.
للمجموعة لمحات من الشجن والحزن الدفين الممتد منذ الطفولة، فهل كان هذا طابعا للحالة الإبداعية أم أنها تتماس وشخصية الكاتب؟
- في رأيي الشخصية المصرية لها ارتباط عميق وأصيل بالحزن، والشخصية الريفية تحديدا هي الأكثر ارتباطا به منذ علاقة البسطاء الريفيين بالإقطاع والسخرة والمكوس، فالحزن لديه له طقوسه الخاصة، منها التبجيل الاحترام، ولا أدل أعلي ذلك من أننا نحتفل بالأعياد ليوم لا أكثر، أما الوفاة مثلا فتمتد حتي أربعين يوما، وأنا طفولتي في قنا، هذه البلدة المحافظة علي العادات والتقاليد المتوارثة أورثتني هذا الحزن الأصيل والذي ظهر في كتاباتي دون وعي مني، فأخذت أتجول من خلاله بين الأسئلة الوجودية، محاولا اكتشاف حلول لها، كطبيعة الموت وما وراءه، وعلاقتي به وأنا علي قيد الحياة.
لماذا استخدمت ألفاظا غير معتاد استخدامها في الكتابة الأدبية الفصحي مثل: "بشوف" و"تبص" و"الحته" و"قدام"؟
- هناك كلمات ومفردات فقدت معناها الحقيقي لكثرة استعمالها، بينما أجد هذه الكلمات التي قصدت استخدامها أصبحت مهجورة، والبعض اعتقد أنها عامية، رغم أن اللغة العربية غنية بالمفردات، كما أنها مجرد محاولة مني للوصول لإيقاع مميز في تراكيب الجمل لها جرس موسيقي خاص تتمايز به كتابتي كما أحب، بحيث تترك أثرا عند القارئ.
أسهبت في السرد والوصف للمشهد بحيث طغي كلاهما في بعض القصص علي بقية العناصر الفنية، فهل كان هذا مقصودا؟
- يجب أن يلفت المشهد نظري، بل يشد إليه كل حواسي، فكل جديد في رأيي مدهش، والتفاصيل هي المكون الرئيسي والأساسي للشخصيات والحياة، لذلك احرص علي اقتناص كل التفاصيل فأحاول التمسك بالدهشة، خاصة دهشة المرة الأولي، لأنها مكتنزة بالتفاصيل.
هل يمثل الموت حالة إبداعية لها سطوتها وإغراءاتها لدي كتاب هذا الجيل، تحديدا في ضوء ما كتبت عن الموت في مجموعتك؟
- الموت يكتب عنه منذ عرف الإنسان الكتابة، فهو سؤال وجودي يستهوي كل من يكتب، أوحتي يقرأ، ولقد وصلت مؤخرا لنوع من أنواع التفاهم بيني وبينه وتصالحت معه، فلم أعد أخافه كما كنت من قبل، وكان هذا نتيجة نشأتي في بيئة تحتفي بالموت وتمجده، وقد صالحني عليه محصلة من القراءات المختلفة كان أبرزها رواية "الحرافيش" لنجيب محفوظ، والتي أعتبرها سؤال وجودي كبير، وكذلك كتب الصوفية، حيث صنعتُ من هذه القراءات إجابات خاصة جعلتني أتعايش معه في سلام.
زخرت المجموعة بمفردات البيئة الريفية وتفاصيل الحياة البسيطة فيها، فلماذا ركزت عليها دون المدينة؟
- الحياة لها تعقيداتها الخاصة بها، وخاصة حياة الريف، فهي ليست كما تصورها لنا الدراما التليفزيونية، وأري أنه عالم خاص وفريد مملوء بالتفاصيل المحرضة علي التأمل والكتابة، وأنا قد كتبت هذه المجموعة ما بين عامي 2006 - 2008 قبل كتابة روايتي ثم بدأ بعدها عالمي يتأرجح ناحية المدينة.
ركزت حكاياتك المختلفة علي الولد الأسمر النحيف، فهل يمكن اعتبار ذلك هوالبعد الذاتي في المجموعة؟
- لا شك في أن بعضًا من الكاتب، يظهر في كتاباته، بشكل لا إرادي، وأحيانا يكون هوالحافز أوالمؤثر الريس علي الأفكار.
لماذا اخترت للمجموعة عنوانا لا تحمله أي قصصها؟
- شعرت أني يجب أن أجد اسما يعبر عن كل قصص المجموعة، فهي تتكلم عن العجائز بشكل عام، والعجز علي مستواه النفسي وحالة الانتظار التي يكمنون فيها ترقبا للموت، فيكفون عن العمل أوالحياة، ليتحقق موتهم وهوعلي قيد الحياة.
علي ذكر العجائز، ماذا يمثل لك عالم العجائز التي أثرته في أكثر من موضع في مجموعتك؟
- هؤلاء هم من تربيت بينهم ونشأة علي أن لهم مكانة هي الأكثر احتراما ورهبة في الأسرة أوفي القرية بشكل عام، كما اعتدت علي كونهم الأكثر عطفا، فالمدرسون لدينا مثلا كبار في السن مما يكسبهم احتراما وإجلالاً أكبر لدينا نحن الأطفال، وبمرور الوقت أدركت أن هؤلاء العجائز في حوزتهم عالم رائع قادرين علي خلقه واستدعائه بمجرد البدء في سرد بعض من كنزهم المدهش من الحكايات والأمثال، وكنت أفضل صحبة الجدات ومراقبتهم، وأعتقد أنهن يحرصن علي إنجاب امرأة ترث هذا الكنز من الحكايات.
في هذه البيئة المحافظة كيف بدأت قراءاتك؟
- في نشأتي الأولي وصغري بحيث لا أتذكر متي تحديدا بدأ هذا، لكنه ارتبط بحرفة احترفتها صبيا في قريتي، كنت أرعي بعض الغنمات لأهلي في أرض لا يجد فيها الطفل من التسلية سوي التأمل وتفقد ما حوله، وكان لي خال اعتاد زيارة القاهرة، كانت هديته لي من سفره بعض أعداد المجلات والصحف، وتصادف أنها أدبية ثقافية، في إحدي هذه الزيارات جاءتني أعمال الشاعر أمل دنقل ورائعة الغيطاني "الزيني بركات"، وكانا البداية الحقيقية لطريق الكتابة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.