مستقبل الصحفيين في المكاتب العربية في مهب الريح بعد تزايد آثار الأزمة العالمية المالية علي الصحف العربية التي دفعت عددا منها إلي التوقف عن الصدور، بينما ما صمد منها لجأ إلي تقليص عدد العمالة وكذلك الأجور، واللافت أن عددا كبيرا من الزملاء بالمكاتب العربية لا يملكون عقود عمل ولا حماية نقابية، طرحنا القضية علي رؤساء المكاتب العربية بالقاهرة وناقشنا الزملاء علنا لنصل إلي حل. حسنين كروم مدير مكتب القدس العربي بالقاهرة برر حرمان الزملاء من عقود العمل بالقول: نحن نتعامل مع الزملاء المعينين في صحف أخري وبالتالي لا يوجد صحفي علي قوة المكتب لكي يحصل علي عقد عمل وعضوية النقابة باسم المكتب والسبب في ذلك يرجع إلي ضعف لإمكانيات المالية للجريدة ولذا لا نملك تعيين صحفيين علي قوتها ولذلك ليس لدينا مندوبون بالوزارات أو محررون متخصصون فلا يوجد لدينا محرر اقتصادي علي سبيل المثال ويقتصر التعامل مع الصحفيين علي بعض الموضوعات الفنية والتحقيقات والموضوعات العامة، ولذلك ليس لدينا مشكلات ونتعامل مع الزملاء بالمكافأة. ويضيف كروم: لدينا ميزة وهي استقرار المتعاملين معنا، حيث يُدرج ما يسلمونه من موضوعات في كشوف المكافآت فالموضوع الذي يطلب من الزميل لا بد أن ينشر فلا يوجد جهد بلا مقابل. ضياء السعيد مدير مكتب جريدة الشرق القطرية بالقاهرة يري أن مكتبه منفرد عن غيره، حيث يمنح الصحفيين عقودا دائمة وبلغ عدد المتعاقدين 37 زميلا إلي جانب مراسلين بالمكافأة، مضيفا: الصحفي المعين نتعامل معه كأي صحيفة خاصة في مصر، حيث يحصلون علي رواتبهم بشكل منتظم ومؤمن عليهم طبقا للقواعد التي وضعتها نقابة الصحفيين المصرية فالحد الأدني للعقد 550 جنيها وكذلك لدينا ضوابط لساعات العمل والإجازات. وأضاف السعيد: لا شك تأثرنا بالأزمة المالية وتراجع سوق الإعلان فقيمة المكافآت تراجعت لكن مازالت محتفظة بالحد الأدني والعبرة بكفاءة الصحفي للحفاظ علي مستوي أجر لائق. صبحي موسي صحفي بمكتب القبس الكويتية يري أن القائمين علي العمل يعاملون الصحفيين بشكل جيد لكن المشكلة في أن الأزمة المالية جعلت الأجر غير كافٍ لمتطلبات المعيشة واحتياجات المهنة، إضافة إلي عدم وجود عقود عمل وتأمينات تتيح الاستقرار الوظيفي وعضوية النقابة داعيا إلي تعديل قوانين النقابة ليكون الأصل في القيد ممارسة المهنة وليس عقود العمل. وتقول ز.ع زميلة رفضت ذكر اسمها: رغم أن العمل بمؤسسات الصحافة العربية له إيجابيات من شأنها الإسهام في انفتاح خبرة المراسل الصحفي علي رؤي ومرجعيات شتي تتأتي من الاحتكاك المباشر مع المصادر العربية بانتماءاتها الفكرية المختلفة فضلا عن التواصل بين وسائل الإعلام المقروءة داخل الوطن العربي فإنه من خلال تجربة دامت 10 سنوات من العمل مراسلة صحفية بالقاهرة لأكثر من مؤسسة خليجية أتصور أن وضعية المراسل الصحفي تحتاج إلي إعادة صياغة في ظل المشكلات المسكوت عنها التي يعاني منها المراسلون بسبب استعانة بعض المؤسسات الصحفية العربية بمديرين عشوائيين لمكاتبها يفتقرون إلي الكفاءة الإدارية والمهنية المطلوبة الأمر الذي يلقي بظلاله علي أداء العاملين بتلك المكاتب ومن ثم علي تطوير وارتقاء المهنة بوجه عام. وعلي جانب آخر تتسم العلاقة بين عدد من المؤسسات الصحفية ومراسليها بالانفصال لعدم توافر أدني قدر من التأمينات أو العقود التي تحفظ حق الصحفي وبالتالي يصبح المراسل «في مهب الريح» معرضا للاستغناء عنه في أي وقت فضلا عن التعامل غير اللائق مهنيا وإنسانيا من قبل بعض مسئولي المكاتب الصحفية بما لا يتناسب مع خبرة المراسل وتميزه، هذا بالإضافة إلي ما يحدث من سرقات غير معلنة للمواد الصحفية وتفشي المجاملات والشللية بتلك المكاتب، وإن كان هناك بعض المكاتب عكس ذلك.