مأساة حقيقية تتعرض لها أراضي المنوفية بعد أن اصبحت تعاني من الظمأ وتنتظر وصول نقطة واحدة من مياه الري التي تأبي الوصول اليها في ظل استيلاء كبار المزارعين عليها وجفاف الرواد والمساقي مما أدي إلي تلف الزراعات ليوضع المزارع بين سندان ارتفاع أسعار الأسمدة ومستلزمات الزراعة ومطرقة ندرة المياه ويضطر إلي اللجوء للآبار الارتوازية واحيانا مياه الصرف الصحي. «روز اليوسف» رصدت مشكلة قلة مياه الري والتي تفاقمت في الأونة الاخيرة خاصة بمراكز اشمون والشهداء ومنوف. عبد اللطيف طولان «أحد المزارعين» يقول ان المشكلة تتكرر كل عام في هذا الموسم بسبب زيادة المساحات المنزرعة بالذرة الشامية مشيراً إلي أن المياه لا تصل إلي الأراضي يومين فقط بعد كل 4 أشهر. وأضاف «طولان» ان أرضه رويت بمياه النيل 3 مرات فقط خلال العشر سنوات الماضية لعدم وصولها الي نهايات الترع مما دفعه الي الاعتماد الكلي علي مياه الآبار لإرتوازيه والتي تجف بمرور الأيام فضلا عن تأثيرها علي خصوبة التربة لافتا الي زيادة مشاجرات المزارعين للخلاف علي أسبقية ري أراضيهم. ويشير إبراهيم الدسوقي «مزارع» إلي أنه استغرق 6 أيام متواصلة في ري فدانين مما أدي إلي احتراق موتور ماكينة الري بالاضافة إلي زيادة استهلاك الكهرباء والسولار موضحاً أن هذه التكاليف اضطرت المزارعين إلي زراعة نصف المساحة وتبوير الباقي لسداد احتياجاتهم من الذرة بعد أن أصبح محصولاً غير مجز. ويرجع سليمان النجار «من المزارعين» المشكلة الي عدم تطهير الترع والمصارف بطريقة صحيحة منذ فترات طويلة في ظل اسناد العملية الي المقاولين الذين يتقاعسون عن اتمامها فضلا عن قيام المزارعين بإلقاء مخلفات أراضيهم داخل القنوات والمصارف. ويوضح رمضان صقر «مزارع» أن ندرة مياه الري كبدت المزارعين خسائر فادحة بسبب هلاك الزراعات وقلة انتاجية الأراضي متهما كبار المزارعين بالاستيلاء علي حصة المياه المقررة للمحافظة. ويضيف اسماعيل حسين «من المزارعين» أن هناك العديد من الآبار الارتوازية التي أقامتها وزارة الري منذ فترة بتكلفة 100 ألف جنيه للبئر الواحدة إلا انها لا تقوم بدورها لعدم مطابقتها للمواصفات مطالباً بضرورة تغيير منظومة الري وحصول كل مركز علي الحصة المقررة له وعدم الاستقطاع منها لأي أسباب. ويلفت محمد إبراهيم «أحمد المزارعين» إلي أن المشكلة ظهرت منذ 15 عاماً إلا انها تتفاقم في كل عام فالفدان الواحد أصبح يحتاج الي الري ل 3 أيام متواصلة مما يضطر المزارعين الي ترك باقي الافدنة دون زراعة. ويقول مصطفي فتحي «مزارع» إن تلف المحاصيل بسبب نقص المياه أدي الي هجر المزارعين لأراضيهم وبيعها خاصة مع تراكم مديونيات بنك التنمية والائتمان الزارعي في ظل عجزهم عن سداد اقساط المبالغ التي اقترضوها. وأشار عاطف مكاوي رئيس لجنة الزراعة بالمجلس المحلي للمحافظة إلي أنه مع دخول موسم الزراعات الصيفية تحتاج الأراضي إلي كميات كبيرة من المياةمما يؤدي الي نقص شديد في مياه الري خاصة أن المساحات المنزرعة بالاذرة الشامية تصل الي 260 ألف فدان بخلاف باقي المحاصيل. واضاف «مكاوي» أنه علي الرغم من وقوع المحافظة علي فرع رشيد فإنه ليس لها الحق في الري من مياهه ومع التغيرات المناخيه الحادة أصبحت مشكلة كبيرة في نقص مياه الري مما دفع المحافظ المهندس سامي عمارة الي التشديد علي دقة مواعيد المناوبات وتشغيل الآبار الارتوازية لسد العجز في المياه الري خاصة في نهايات الترع.