للوهلة الأولي يبدو المنتخب الإيطالي حامل لقب كأس العالم 2006 بألمانيا هو المرشح الأقوي لصدارة المجموعة السادسة في النهائيات التي تضم سلوفاكيا و باراجواي و نيوزيلندا. ولا يختلف اثنان علي أن هذه المجموعة ستشهد صراعا ثنائيا بين باراجواي وسلوفاكيا علي بطاقة التأهل الثانية للدور الثاني علي اعتبار ان ايطاليا بطلة العالم ستحجز الاولي بمنتهي السهولة بينما لا تملك نيوزيلندا المقومات التي تؤهلها لمجاراة منتخبات المجموعة. ولم يحقق منتخبا باراجواي وسلوفاكيا إنجازات كبيرة علي مدار تاريخهما مع اللعبة ولكن مسيرتيهما في التصفيات كانت أكبر دليل علي الأداء القوي والنتائج الطيبة التي يمكن لأي منهما تحقيقها في هذه المجموعة. الآزوري الإيطالي بالنظر إلي مسيرة المنتخب الايطالي عبر السنوات الثلاث الماضية ، يدرك الجميع أنه لم يعد ذلك الفريق الذي أحرز اللقب العالمي قبل أربعة أعوام وأنه تحول إلي شبح فقط لأبطال العالم. قبل عامين ، سقط الآزوري في نهائيات كأس الأمم الأوروبية وخرج صفر اليدين بالهزيمة أمام نظيره الأسباني في دور الثمانية للبطولة ليسفر ذلك عن رحيل المدرب روبرتو دونادوني من منصب المدير الفني للفريق وعودة مواطنه الكبير مارشيللو ليبي إلي هذا المنصب الذي قاد منه الفريق للفوز بلقب مونديال 2006 . ولكن المشكلة الحقيقية لم تكن في المدرب وهذا ما أكدته بطولة كأس القارات في جنوب أفريقيا منتصف العام الماضي والتي ودعها الفريق مبكرا من الدور الأول بعد عروض هزيلة في مبارياته الثلاث بالبطولة. ولذلك، أصبح القلق والخوف من تكرار مأساة كأس القارات هو الشعور السائد حول الآزوري أكثر من الشعور بالتفاؤل في إمكانية نجاحه. ولعب ليبي دوره فيما وصل إليه الفريق من مستوي حيث يواصل الاعتماد علي العديد من عناصر الحرس القديم الذي فاز معه باللقب العالمي قبل أربعة أعوام وأبرزهم دانييلي دي روسي وجيانلويجي بوفون وفابيو كانافارو. ولكن الحقيقة أن ليبي لا يجد أيضا بدائل عديدة للاختيار منها وإجراء عملية إحلال وتجديد بالفريق. لذلك ، قد يعاني أبطال العالم في البطولة رغم أنهم وقعوا في مجموعة تبدو الاسهل بالمونديال. سلوفاكيا لم يجد المنتخب السلوفاكي صعوبة كبيرة في التأهل للنهائيات باحتلال صدارة مجموعته في التصفيات الأوروبية المؤهلة رغم أن المجموعة ضمت منتخبات أكثر منه خبرة وتاريخا وفي مقدمتها جاره التشيكي . كما يضم الفريق حاليا مجموعة من أبرز اللاعبين القادرين علي تحقيق مفاجأة والعبور لدور الستة عشرة ويتقدمهم نجم نابولي ماريك هامسيك. باراجواي كان منتخب باراجواي مع منتخب شيلي بمثابة الحصان الأسود في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2010 حيث احتل الفريق المركز الثاني في جدول التصفيات بفارق نقطة واحدة خلف نظيره البرازيلي . ويضم منتخب باراجواي بين صفوفه أيضا مجموعة متميزة من اللاعبين المحترفين بأكبر الأندية الأوروبية ويسعي إلي الإعلان عن ظهور مارد جديد من القارة اللاتينية التي تنجب من المواهب ما يفوق باقي قارات العالم. ويمتاز الفريق بأسلوب اللعب الذي يجمع ما بين القوة البدنية والمهارة الفردية وكل هذا ينصب في قالب جماعي متميز للغاية ، ويلتزم به مجموعة من أفضل اللاعبين وأبرزهم نيلسون فالديس وأوسكار كاردوزو. منتخب نيوزيلندا انتظر منتخب نيوزيلندا 28 عاما قبل ان يعود الي نهائيات كأس العالم بعد اول مشاركة في نسخة عام 1982 عندما خرج من الدور الاول بتعرضه لثلاث هزائم علي يد البرازيل واسكتلندا والاتحاد السوفيتي سابقا. ويعد المنتخب النيوزيلندي أضعف منتخبات المجموعة، سواء من حيث المستوي الفني أو الخبرات المطلوبة، فالفريق تأهل للبطولة بعدما سانده حظ كبير في مواجهة المنتخب البحريني الفاصلة ، وإن كان الفريق قد استفاد في التصفيات من القوة البدنية التي يمتاز بها ، فإن تلك القوة لن تقف معه بشكل كبير حين يواجه منتخبات صاحبة مستوي فني ومهاري وخبرات كبيرة كايطاليا وباراجواي وحتي سلوفاكيا.