تحدثت من قبل عن وجود اخطاء داخل إحدي الزوايا التي تحمل اسم مسجد فاطمة الزهراء بشارع محمد صادق المتفرع من شارع الجزائر بحي الوايلي ، حيث كان المسجد يسمح لمن له حاجة او ضالة أن يعلن عنها في ميكرفون المسجد، وهذا بالطبع متروك لمدي تقدير القائم علي المسجد لحجم المشكلة ، واتصلت بي وزارة الأوقاف لتقول أنها ستتحرك لانهاء هذا الأمر حتي وإن كانت الزاوية غير تابعة للوزارة لأن الأوقاف هي المسئول الأول عن بيوت الله في مصر. وعلي الرغم من ذلك فوجئت هذا الأسبوع، وفي نفس المسجد يعلن عبر الميكرفون عن تبرع احدي المواطنات للمسجد بمائة جنيه ، وهي مواطنة مسيحية ويجب علي المسلمين أن يدعوا لابنتها بالشفاء. في الحقيقة سعدت بوجود مواطنة مسيحية مصرية تتبرع لمسجد لأن في ذلك تأكيد علي وحدتنا كمجتمع، لكن في الوقت نفسه لم أجد مبررا للقائم علي المسجد أن يستخدم الميكرفون لبث أخبار التبرعات بهذا الشكل ، وكأن المسجد أصبح مكانا للدعاية ، وطلب الدعاء من الناس. واللافت للنظر أن هذا المسجد وغيره من الزوايا العديدة، خاصة غير التابعة لوزارة الأوقاف، نجد فيها صناديق التبرعات تمر بين صفوف المصلين عقب الصلاة بشكل يحرج المتواجدين في المسجد كي يتبرعوا للمسجد. إن وزارة الاوقاف عليها أن تتخذ مواقف محددة تجاه أخطاء الزوايا والمساجد وألا تترك الحبل لتلك الزوايا والمساجد غير المنضمة لها تفعل ما تشاء وتجعل من بيوت الله مكانا للأهواء التي قد يعتقد البعض أنها من باب فعل الخير .. كما ينبغي توعية الناس بأهمية المسجد ومكانته ، حتي لا يستخدم في غير ما أنشئ له. وعلينا كمواطنين ألا نصمت عن خطأ يصدر من شخص يعتبر نفسه وصيا علي زاوية أو مسجد ليفعل ما يريد، فيستخدم ميكرفون المسجد في غير الغرض الذي أنشئ له الذي هو الإعلان عن وقت الصلاة ودعوة الناس إليها، وليس الإعلان عن تبرعات، او مطالبة الناس بالدعاء لفلان أو لغيره . وكلمة أخيرة نقولها .. لا ينبغي ان نجعل أهواءنا وعلاقتنا هي التي تحدد تصرفاتنا في بيت من بيوت الله، فالمسجد له آدابه واحترامه، وهو مكان يعيد الإنسان فيه تأهيل طباعه وسلوكه ، وليس مكانا يطبعه الناس بسلوكياتهم وعاداتهم.