بعد 23 سنة قضاها وزيرا للثقافة خاض خلالها معارك لا حصر لها وصلت لحد تقديم استقالته عام 2005 بعد اعلان مسئوليته الأدبية عن حريق قصر ثقافة بني سويف.. عاد فاروق حسني وزير الثقافة للتبشر بانتهاء عهده وقال صراحة في اجتماع المجلس الأعلي للثقافة أمس الاول «أنا خلصت مدتي» وطالما انتهت يجب أن أضع خطة واضحة ومحددة للوزير القادم. ووجه حديثه للمشاركين في الاجتماع الاستثنائي لمناقشة التصور النهائي لمؤتمر المثقفين، المؤتمر تكتيكي وفلسفي وخطة ثقافية متكاملة للوزير القادم لافتاً إلي أنه عندما تولي الوزارة عرض وناقش سياسته الثقافية مع عمالقة المثقفين في مصر. الاجتماع شهد مناقشات ساخنة حول مطالبة الروائي بهاء طاهر دعوة من أسماهم خصوم الوضع الثقافي وعلي رأسهم جامعة الإخوان المحظورة للحوار بينما طالب محمد سلماوي بأن تكون الدعوة للمثقف بعيدة عن انتمائه السياسي. وطالب بهاء طاهر بدعوة من وصفهم بخصوم الوضع الثقافي الراهن، ومن بينهم جماعة الاخوان المحظورة ورد عليه الوزير قائلا «أنت بتربط الثقافة بالسياسة، ولاشك لدي ان المجتمع السياسي والاقتصادي له تأثير علي الثقافة والمبدعين، لكنني لا أحب خلط السياسة بالثقافة، والمجلس أوضح ان دعوة جميع الاطياف السياسية ضرورة، بشرط ان تكون لمثقف» كما اوضح ان التيار الديني هو الأزهر. أكد جمال الغيطاني ان هناك فوضي تدميرية في الفضائيات ولابد من وضع حدود للذين يتصدون للدعوة مع ضرورة حصولهم علي مؤهلات. وقال د. احمد عمر هاشم: إن بعض الدعاة يذكرون اشياء لا تتفق مع الفكر الوسطي، وهم ليسوا من الأزهر أو القنوات أو الاذاعات المصرية ونرد عليهم وندعوهم الي «الوسطية»، وأكد ان انتصار الثقافة لن يتم إلا وسط فكر ديني وسطي. وقال حلمي النمنم، ان صورة المثقفين مشوشة في اذهان الناس، فهم في احيان كثيرة مجموعة من الكفار وتوجد مؤسسات في الدولة ترعي وتنمي هذه الصورة. وأكد د. مراد وهبه ان الطلاب محكومون بالتخلف بالاصولية الدينية، ولفت د. مصطفي الفقي الي الاشكالية المتمثلة في الاشتباك بين الدين والسياسة ولفت الي ظاهرة الارهاب الديني والتخويف واختصار معيار التفكير في الحلال والحرام وليس القانون.. احمد عبدالمعطي حجازي اكد ما وصفه بفساد المثقف بقوله ما لم يكن يقبله المثقف اصبح يقبله بشكل عادي، واشار الي تراجع الانتاج الثقافي، كما تحدث الحضور عن تراجع الثقافة علي المستوي العربي، وكان رد الوزير «ارجو عدم جلد الذات، وأؤكد وجود آلة ثقافية رهيبة في جميع المجالات.. لدينا اكثر من 120 متحفاً، وعدد كبير من دور السينما والمسارح والمكتبات.