زوجان متحابان اجتمعا علي الابتكار والإبداع ، شغل تفكيرهما قضية الطاقة والارتفاع المستمر لأسعار الوقود، لذلك ابتكرا جهازا جديدا من نوعه تحت مسمي «HFF» لتحويل الماء إلي وقود هيدروجيني علي الرغم من عدم ثقة من حولهما في تنفيذ فكرتهما في حين توجد كثير من الابتكارات تحاول الحفاظ علي الماء ومنها ما يتوصل لطرق تحلية حتي تزيد نسبة الماء ولكن هذا الابتكار مختلف بعض الشيء حيث يقوم بتحويل الماء إلي طاقة تستغل في إدارة بعض المحركات سواء كانت سيارات أو مصانع. انهما المهندسان يوسف فوزي ورحاب عادل اللذان بدأ تعاونهما بمشاجرة نشبت بينهما أثناء تنفيذ مشروع التخرج الخاص بقسم هندسة القوي الميكانيكية بهندسة المطرية التابعة لجامعة حلوان عملا بالمثل الشعبي الشهير ما محبة إلا بعد عداوة مما دعم العلاقات بينهما وانتهي بدخولهم قفص الزوجية وإنجابهما عبد الرحمن عمره سنتان، اشتركا معا في تنفيذ HFF الي ان فاز المشروع بالجائزة الأولي في مسابقة صنع في مصر في عام 2009 فئة المحترفين. والجهاز «HFF» عبارة عن وحدة لتحويل الماء مهما كان نوعه سواء ماء بحر أو ماء معدا للاستخدام أو ماء صنبور إلي وقود عن طريق تحليل الماء إلي عناصره الأكسجين و الهيدروجين ويعتبر الأخير من اكبر العناصر المخزنة للطاقة في الكون حيث يحتوي الهيدروجين علي 144.2 كيلو جول لكل وحدة عند الاحتراق علي عكس الوقود التقليدي الذي يحتوي علي 41.2 كيلو جول لكل وحدة من الطاقة، حيث يمكن إضافته للسيارات ايا كان نوعها او حجمها أو سنة الصنع لتوفر 50% من الوقود والملوثات وتزيد من قوة السيارة وعمر المحرك بنسبة 30% في مقابل كمية بسيطة من الماء. تشير رحاب عادل الي ان معظم شركات السيارات العالمية تتجه الي استخدام السيارة المهجنة اي التي تستخدم خليطا من الوقود التقليدي مع الهيدروجين ولكن تكمن الخطورة في التحرك بتانك مليء بالهيدروجين من محطات الوقود بدلا من تخزين كمية من الماء في السيارة وهذا ما حاولنا تنفيذه وتطيبقه بالفعل حيث يعتمد اسلوب توليد الهيدروجين من الماء وقت الاستخدام. ويكمل المهندس يوسف ان الهيدروجين العنصر الأخف وزناً والأكثر توافراً في الكون، والمرشح الأقوي لقيادة الثورة العالمية المقبلة في مجال الطاقة، بل إن العلماء يطلقون عليه تسمية "الطاقة المستديمة" كونه لا ينفد أبداً، بالإضافة إلي أن المواد التي يخلفها استخدام الهيدروجين لإنتاج الطاقة هي الماء والحرارة ومن المتوقع لطاقة الهيدروجين حين يبدأ العمل بها فعلياً، أن تحدث تحولاً دراماتيكياً في الاقتصاد العالمي ككل. استغرقت النسخة المبدئية من المشروع 6 شهور للتصنيع بتكلفة 5 آلاف جنيه ولكن ينخفض ذلك في حالة الإنتاج النهائي للمستهلك حيث تتكلف الوحدة حوالي 500 جنيه يمكن من خلاله نصف لتر ماء توليد 2 متر مكعب من غاز الهيدروجين وتستخدم طاقته كمولد كهرباء حيث يبدأ الامر بتحريك السيارة من خلال البطارية ثم يبدأ الجهاز بتحليل الماء إلي عنصريه كل منهما منفصل بذاته في حالة غازية وبعدها يتم تحريك السيارة مسافات طويلة من خلال طاقة غاز الهيدروجين. واجهت أعضاء المشروع صعوبات كثيرة منها عدم توفر مصادر المعلومات الفنية والهندسية حيث لجأوا الي الاتصال بالجامعات الغربية عن طريق الانترنت ، كما تحديا معا استخفاف الكثير من فكرتهما الي ان حازت علي اعجاب المتخصصين اثناء عرضها في مسابقات عديدة منها حصوله علي المركز الثاني عشر من اصل 3000 مشروع علي مستوي الوطن العربي في مسابقة خطط الأعمال التابعة للمؤسسة العربية للعلوم و التكنولوجيا. يتساءل الفريق أين تذهب الميزانيات الضخمة للبحث العلمي ؟! خاصة مع تحمل الباحثين تنفيذ مشاريعهم العلمية علي نفقاتهم الشخصية مما يعوق تطبيقها علي ارض الواقع ، كما يتمني تحويل المشروع الي منتج يطرح في الاسواق ليستفيد منه كافة الناس في شتي المجالات، والتخلص من «عقدة الخواجة» خاصة مع تواجد عقول مصرية تحارب من أجل هذا الوطن.