كل يغني علي ليلاه في أي قمة دولية.. وهذا ما سيحدث في القمة الفرنسية الأفريقية التي ستبدأ غداً في مدينة نيس الفرنسية.. القادة الأفارقة الذين سوف يشاركون في هذه القمة سيتركز اهتمامهم علي همومهم ومشاكل بلادهم وقارتهم التي تؤرقهم، والرئيس الفرنسي الذي يستضيف هذه القمة سوف يهتم أكثر بالتواجد الفرنسي في القارة السمراء في ظل اهتمام صيني متزايد بها واهتمام أمريكي لم يتوقف بنا، وكذلك سوف يهتم بقضايا دولية أخري تهم الأوروبيين والأمريكيين أساسا. القادة الأفارقة يريدون من أية قمة دولية يشاركون فيها أن تقوم الدول الأوروبية والغربية بواجبها تجاه القارة السمراء في تعويضها عن سنوات احتلال طويلة لعدد من بلادها ومساعدتها علي التخلص من وطأة مشكلة الديون التي تعاني منها، ومشكلة نقص الغذاء والجوع والفقر الذي تعانيه قطاعات من أبنائها، ومساندتها علي تنمية اقتصادها. بينما الرئيس الفرنسي مهتم بألا تفقد فرنسا نفوذها في عدد من الدول الأفريقية، وأن تظل العلاقات الفرنسية الأفريقية متينة بها. كما ينبغي أن يحظي بموافقة ومساندة القادة الأفارقة المشاركين في القمة علي محاربة الارهاب والجريمة وتهريب السلاح والقرصنة التي انتشرت في القرن الأفريقي. وهكذا جميع المشاركين من القادة الأفارقة والفرنسيين لهم اهتماماتهم المختلفة.. والمشاورات التي تمت وسوف تتم بين وزراء خارجية أكثر من 52 دولة مشاركة في القمة ثم القادة المشاركين فيها هي التي سوف تصوغ قرارات هذه القمة في نهاية المطاف، حيث من المتوقع أن تحاول الصياغة لهذه القرارات توافقا أو صيغة تجمع بين كل هذه الاهتمامات المختلفة. ولذلك.. من المتوقع أن يركز الرئيس مبارك علي الاهتمامات والمطالب الأفريقية في كلمته الافتتاحية للقمة مثلما سوف يحاول الرئيس الفرنسي أن يركز في كلمته الافتتاحية الأخري علي الاهتمامات الفرنسية. الرئيس مبارك سوف يهتم بإبراز ضرورة المساندة الفرنسية للأفارقة في التصدي لمشكلة الديون الخارجية، ومشكلة نقص الغذاء وتدني مستويات المعيشة وانخفاض معدلات التنمية وحاجة الدول الأفريقية الي حلول عملية وعاجلة لتخفيف وطأة هذه الديون وزيادة الاستثمارات فيها لدفع عجلة التنمية. وسوف يدعو الرئيس مبارك الي تواجد افريقي في المنتديات الدولية المختلفة مثل مجلس الأمن وقمة العشرين لكي يكون لأفريقيا دور أكبر ومؤثر ومشارك في اتخاذ القرارات الدولية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية. كذلك سيكرر الرئيس مبارك دعوته السابقة بحوار دولي شامل بين المنتجين والمستهلكين لحل مشاكل الطاقة والغذاء عالميا وأيضا مشاكل البيئة، لأنه لا يعقل أنه يهتم كبار مستهلكي الطاقة بحل مشاكلهم علي حساب حاجات الملايين للغذاء بتحويل الغذاء الي وقود.. ولا يعقل أيضا أن يتحمل الفقراء تكلفة عالية لما يحتاجونه من طاقة. في ذات السياق، سوف يؤكد الرئيس مبارك أهمية الحوار والتفاوض لحل المشاكل والخلافات في الرؤي بل الصراعات التي تمزق القارة السمراء وتهدد أمنها واستقرارها. ونظرا لأن ما ستتضمنه كلمة الرئيس مبارك في افتتاح القمة الفرنسية «الأفريقية هو «محل تشاور وتفاوض في الفترة التمهيدية للقمة» فانه من المتوقع أن تلبي قرارات القمة هذه المطالب المصرية، حيث سيتضمن البيان الختامي تأكيدا علي إصلاح مجلس الأمن وتمثيلا لأفريقيا في عضويته الدائمة، والتزاما فرنسيا بدعوة الاتحاد الأفريقي في قمة العشرين التي سوف تترأس اجتماعها القادم، وايجاد آلية دولية لمواجهة اسعار المواد الغذائية وتعزيز الأمن الغذائي بإنشاء صندوقين للمستثمرين في أفريقيا ودعم المشروعات الزراعية، والدعوة لمنظمة عالمية للبيئة يكون مقرها أفريقيا ولكن يبقي المهم دائما هو تنفيذ ما سيتم اتخاذه من قرارات.