وجد العلماء أن أنواع الحيوانات التي تجيد اللعب لها أمخاخ متطورة، وأثبتت الدراسات الحديثة أن اللعب له نفس أهمية النوم، بالنسبة للبشر وسائر الحيوانات علي السواء. ويضيف العلماء أن اللعب هو أساس نمو وتطور الشخصية ونجاحها في اكتساب العلاقات والخبرات الاجتماعية، فالحيوانات التي تقبل علي اللعب وتجيده هي الأكثر مهارة في الصيد. واللعب ضروري للصغار والكبار في عالم الحيوان، حيث يؤدي اللعب إلي النمو الصحي للصغار، ويساعد الحيوانات الكبيرة علي أن تدافع عن نفسها وصغارها بقوة. قرد المكاك الذي يعيش في اليابان يصنع لعبته المفضلة بنفسه، إنه قرد صغير لا يثنيه الجو شديد البرودة والثلوج التي تغطي الأرض، إنه يصنع من هذه الثلوج كرة، وها هو ذا يقف بانتظار رفيق يتبادل معه دحرجة الكرة الثلجية، ولم يشاهد أحد صغار المكاك تقذف بهذه الكرات في الهواء أبدا. فهوايتها دحرجتها علي الأرض.. ولعل هذه لعبة كرة القدم الخاصة بها. وعند الحيوانات البرية والمتوحشة، لا تتوقع أن يكون اللعب رقيقا، بل إن الدعوة للعب عند هذه الحيوانات لا تكون (هيا نلعب) بقدر ما هي (هيا نتشاجر)، وفائدة هذا النوع من الألعاب تعليم الحيوان الصغير متي وكيف يتخذ قرارا صحيحا، ومتي يمكن أن يأمن للآخرين والغرباء بصفة خاصة، كما تعلمه أن الأمور يمكن أن تنقلب سيئة، وفي هذه الحالة يكون عليه أن يدافع عن نفسه. إنه نوع من التمرين علي مواجهة التحديات الطارئة، والتصرف السليم في المواقف الصعبة، ما يفسر أهمية اللعب في تطوير المهارات.