ليس من العجيب أن نري عبر الفضائيات العديد من البرامج التي تريد تحقيق الربح بتحقيق أعلي نسب مشاهدة، لكن لا يعد مقبولا أن يتحول البرنامج الديني من اجل ذلك إلي برنامج للإيحاء الجنسي يطرح فيه المشكلة الجنسية والعلاقات غير السوية التي تحدث بشكل به إيحاء جنسي، يحتوي علي تفصيلات لا ينبغي أن تطرح في برنامج ديني، ثم يجيب عنها عالم دين هو ضيف هذا البرنامج أو ذاك، وكل ذلك. لقد أغضبني بشدة ذلك المذيع الذي يتصدر في برنامجه الأسبوعي عالم أو أثنان محددان بشكل ثابت لكونه علي علاقة جيدة بهما ليتعمد من خلال كل حلقة أن يطرح مشكلة متمثلة في علاقات غير سليمة وما يحدث فيها، وكأن من يسأل لا يعرف رأي الدين في كيفية مواجهة هذه العلاقة، بالرغم من أن معظم هذه المشكلات بحاجة إلي علاج اجتماعي ونفسي وليس إلي فتوي شرعية ، حيث لا معني أن يطرح عبر برنامج ديني كيفية التصرف في إيحاءات والد الزوج للمرأة، أو سؤال عن علاقة الرجل بوالدة زوجته، أو أختها. إن مجتمعنا ليس بحاجة لتفصيلات في قضايا جنسية.. إننا في حاجة إلي برامج دينية بناءة تعطي المجتمع ما يحتاجه في بناء أخلاقياته، ويرشد المستمع إلي حقيقة الموعظة المطلوبة من عالم الدين وليس مجرد طرح رأي العالم في مشكلة صاحبها يعرف حرمتها، ويسمح له بإعطاء تفصيل لها علي مسامع الناس في برنامج ديني. كما أننا بحاجة إلي مذيعين في البرامج الدينية لا يكون هدفهم إثارة الناس تحت ستار برنامج ديني وإنما هدفهم هو إصلاح هذا المجتمع بشكل يحترم كلمة الدين، ويجعل من عالمه وسيلة حقيقية لذلك. وكلمة حق.. ليس كل ما يعرض من برامج دينية علي الفضائيات صالحا لأن يكون منبعا لاستقاء الدين، حتي وإن استضافت كبار العلماء، كما أنه يوجد في بعض هذه البرامج من يخشي الله ويقدم نموذجا حقيقيا لكلمة الدين، وهو ما وجده واضحا فيما يقدمه بعض العلماء كالدكتور مبروك عطية في أحد البرامج الممتازة والتي تقدم رؤية دينية معاصرة تواكب مشكلات الناس ولا تعطي لهم أي ايحاءات أخري سوي الهداية لكلمة الحق والدين.