انتقد الناطق الرسمي باسم حركة فتح أحمد عساف الموقف السلبي لحماس من الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية وأدان الأعمال «الهمجية والغوغائية» للحركة الإسلامية علي الحدود المصرية. وحذر عساف في حوار مع «روزاليوسف» حماس من نفاد صبر مصر، معتبرًا الأولي «بندقية مأجورة تنفذ أجندات إيرانية في المنطقة». وكشف الناطق الفتحاوي عن أن حماس التي تعلن يوميًا رفضها التفاوض مع إسرائيل وتنتقد المفاوضات غير المباشرة أجرت بالفعل 120 جولة من المفاوضات مع الاحتلال، مشيرًا إلي أنها تطرح نفسها بديلاً لمنظمة التحرير.. وأوضح أن 85% من سكان قطاع غزة باتوا يعيشون تحت خط الفقر منذ الانقلاب الحمساوي، وإلي نص الحوار: في الآونة الأخيرة صعدت حماس من حملاتها ضد مصر واتهمتها بهدم الانفاق وقتل صياد فلسطيني من وجهة نظركم، ما الأسباب وراء هذه الحملة؟ حماس انكشفت واتضحت أهدافها بعد رفضها توقيع الورقة المصرية، خاصة بعد أن خرج خالد مشعل معلنًا أن حركته توصلت لاتفاق وبعد يومين زار قطر ودمشق وخرج علينا مغايرًا كلامه رافضًا للورقة بذريعة أن هناك ملاحظات عليها واتضح بعد ذلك أنها ملاحظات تافهة، فالرئيس محمود عباس قام بتغليب المصلحة الوطنية علي أي شيء آخر وأرسل قيادات من فتح إلي دمشقوغزة للتواصل لكن قيادات حماس تهربوا وبدأوا في اختلاق الأكاذيب ضد مصر، فالأنفاق التي تدعي حماس أن مصر دمرتها هشة تدمر في أي وقت كما أن حماس لا تثير جدلاً إلا علي مصالح قياداتها الشخصية، وأؤكد أن حماس مرتبطة بأجندات إيرانية تسعي إلي فرض سيطرتها علي الأوضاع، ولن نسمح بذلك. لكن حماس تقول إنها لن تتردد لحظة واحدة في التوقيع علي الورقة المصرية لو تضمنت هذه الورقة النقاط المتفق عليها؟ لحركة فتح شروط ولحماس شروط والفصائل الأخري لها شروط أيضًا وكثيرة جدًا، ولو بدأنا في سرد مثل هذه الأشياء لما انتهينا، وأنا باستطاعتي أن أرسل لك هذه الشروط التي تتحدث عنها حماس، فهي غير متعلقة بالقضية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، بل متعلقة بالسلطة، وما يمكن أن تجنيه منها، فهي تريد أن تسيطر علي جهاز المخابرات والأمن الوقائي، وبهذا لن نصل إلي اتفاق، فإذا كانت حماس مهتمة بإعادة وهج القضية الفلسطينية، عليها التوقيع علي المصالحة، لكن مواقفها تثبت أنها مرتهنة بأجندات غير فلسطينية، خاصة أن الوساطة المصرية لا يهمها في القضية سوي الاستقرار الداخلي الفلسطيني لأن في استقرار الوضع الفلسطيني استقرارًا للمنطقة ككل، ومصر لم تتوان أبدًا في بذل المجهول في سبيل تحقيق الأمر، وليس لها أجندة، فهي قادت عشرات من جلسات المفاوضات لآلاف الساعات ومصلحتها توحد الفلسطينيين. هناك دعوات لسحب الرعاية المصرية للمصالحة ما موقفكم؟ نحن نصر علي أن يتم توقيع وثيقة المصالحة في مصر لأن الضامن الوحيد لأي اتفاق هو مصر، فمصر بذلت جهودًا جبارة من أجل الوصول إلي وثيقة المصالحة، وذلك بتكليف من الجامعة العربية. كما أننا ندرك أن هناك بعض المأجورين من قبل حماس، يقومون بتضليل الشعب الفلسطيني في غزة، لكن غالبية الفلسطينيين مع الموقف المصري. إذن حماس تماطل؟ أنا أحذر من خلال منبر «روزاليوسف» حماس من نفاد صبر مصر تجاه أعمالها غير الأخلاقية والهمجية والغوغائية علي الحدود مع مصر، التي أدت إلي استشهاد الجندي المصري أحمد شعبان برصاص قناص من ميليشيات حماس وعلي الحركة تحمل مسئولية ما يحدث إذا نفد صبر مصر.. ونحن في فتح نرفض جميع الاستفزازات، من قبل حماس، لا سيما أنها تقوم بتحريض غير مسبوق علي أيدي المأجورين والمضللين الذين قاموا بالاعتداء علي الحدود المصرية ونأسف لقيام حماس بهذه المهاترات، ضد الشقيقة مصر. ومن حق مصر حماية سيادة أراضيها، وهذا واجب الحكومة المصرية علي شعبها أن تقوم بتأمين حدودها، وألا تسمح للعابثين، بالعبث بأمن البلاد. لاشك أن مصر إذا ما أرادت أن تقوم بفعل أي شيء تجاه حماس ستقوم بفعل الكثير ونحن ندرك ذلك تمامًا. كيف تري موقف حماس من المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟ موقف حماس لا ينم عن مصلحة وطنية فهي تسعي إلي طرح نفسها بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتحاول بشتي الطرق أن تضعف الموقف الفلسطيني من خلال الانقلاب الذي أدي إلي الانقسام الحاصل علي الساحة، وللعلم فحماس أجرت حوالي 120 جولة مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي: «اعترف بها القيادي بالحركة محمود الزهار بالرغم من أن منظمة التحرير الفلسطينية أوقفت جميع المفاوضات بعد حرب إسرائيل علي غزة إلا أن حماس استمرت في هذه المفاوضات. حماس تدعي أن القرار جاء أحادي الجانب ومخالفًا لمواقف الفصائل؟ تم اتخاذ قرار استئناف المفاوضات غير المباشرة بعد اجتماع مشترك بين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح بالأغلبية، وذلك بهدف إعطاء فرصة للجهود الأمريكية المبذولة، لاسيما بعد النضوج الذي جري مؤخرًا في الموقف الأمريكي وموقف المجتمع الدولي فيما يتعلق بضرورة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتلقي الرئيس محمود عباس رسالة من نظيره الأمريكي باراك أوباما نصت بشكل واضح وصريح علي أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بأي إجراءات استفزازية إسرائيلية أحادية الجانب، وقال: «فهمنا لكلمة إجراءات استفزازية هي أنها النشاطات الاستيطانية ويأتي في القلب منها ما يجري في مدينة القدس وإلزام إسرائيل بإيقاف هذه النشاطات التي تقوم من خلالها بطرد الفلسطينيين وهدم منازلهم وإحلال مستوطنين محلهم». لكن هناك من يشك في جدوي هذه المفاوضات في ظل حكومة نتانياهو؟ كما قلت القيادة الفلسطينية قررت أن تعطي فرصة للجهود الأمريكية علي أن تكون هذه المفاوضات غير المباشرة مدتها أربعة أشهر فقط يتم من خلالها طرح جميع قضايا الحل النهائي وفي مقدمتها قضية الحدود، وتابع: «لماذا قضية الحدود: لأننا إذا ما استطعنا أن نصل لحل تلك القضية فإن هذا يعني حل القضايا التي بداخل هذه الحدود.. مثل القدس والمستوطنات والمياه». في حالة فشلت المفاوضات غير المباشرة ما الإجراء الفلسطيني المرتقب؟ سنراقب الإجراءات الإسرائيلية علي الأرض وسنحكم عليها من خلال ما نشاهده وإذا ما استمرت أنشطة إسرائيل التي تهدد فرص إحلال السلام فإنها تكون بذلك قد حكمت علي المفاوضات بالفشل وتكون قد أطلقت رصاصة الرحمة علي المفاوضات. وإذا لم تستطع الإدارة الأمريكية أن تلزم إسرائيل سنعود إلي لجنة المتابعة العربية، ونضع العرب في حقيقة ما جري علي الأرض لنأخذ القرار المناسب.. ونحن حريصون علي الوقت الزمني أربعة أشهر للمفاوضات غير المباشرة وسنتين سقفًا زمنيا لجميع المفاوضات لأن إسرائيل دائمًا تقوم بالمماطلة والتسويف من أجل خلق وقائع جديدة علي الأرض». ما تقييم فتح للأوضاع في غزة منذ الانقلاب الحمساوي؟ 85% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر وهذا يهدد الأوضاع داخل القطاع التي تتفاقم يومًا بعد يوم بالإضافة إلي الضرائب التي تفرضها حماس علي السكان بل إنها تضاعف مبالغ الضرائب، وهذا ظلم وافتراء وبسبب انقلاب حماس نفقد المئات فلدينا ما لا يقل عن 400 شهيد قضوا نحبهم جراء استعصاء حالاتهم المرضية، وهناك نحو 300 ممن استشهدوا تحت الأنفاق أثناء حفرهم لها. ما رسالة فتح الموجهة إلي شعب غزة المحاصر؟ أقول لأهلنا في غزة إن معركتنا الوحيدة هي مع إسرائيل التي تحتل الأرض الفلسطينية وتقتل الشعب وتصادر الأراضي والممتلكات، وأقول أيضًا إن حماس تحولت إلي بندقية مأجورة، يدفع لها مقابل ما تقوم به من أفعال بعيدة تمامًا عن المقاومة، وكل قيادات حركة حماس في الخارج يتاجرون ويبيعون ويشترون في القضية الفلسطينية.