رغم الاتفاق علي أهمية حملات تطعيم الأطفال ضد الأمراض في كل العالم، وأنها طوق نجاة من الأمراض، فإن حالات فردية تؤيدها تقارير طبية تسبح ضد التيار، تؤكد أن التطعيم حول حياة بعض الأطفال وتلاميذ المدارس إلي دوامة آلام لا تنتهي. «روزاليوسف» ناقشت هذا التطور مع خبراء في الصحة العامة والطب الوقائي أكدوا أن الطعوم آمنة، فيما رصدت «حالة حية» تعاني من أعراض مرضية خطيرة بعد تطعيمها بمصل الحصبة والحصبة الألمانية.. لنقرأ التفاصيل. أطباء: «الطعوم» آمنة.. والكلام عن فسادها مجرد شائعات فساد الطعوم.. مجرد شائعات يطلقها صيادلة وأطباء لأغراض شخصية، هكذا اتفق عدد من الخبراء والأطباء الذين تحدثوا ل«روزاليوسف»: ونفوا وجود أية أضرار أو آثار سلبية من تناول التطعيمات التي يتم تقديمها لأكثر من 10 ملايين طفل وتلميذ مدرسة. وأوضحوا أن الحالات النادرة التي تصاب بأضرار كبيرة تكون نتيجة جهل الأم واخفائها إصابة طفلها بأي مرض قبل تطعيمه. يشير الدكتور عبدالعاطي عبدالعليم - مدير عام الشئون الوقائية بمحافظة القليوبية - إلي وجود 9طعوم إجبارية تعطي لأكثر من 10 ملايين طفل، وتلاميذ المدارس سنويا تتعلق بمكافحة أمراض شلل الأطفال والدرن الوبائي والتنفسي والدفتريا والسعال الديكي وغيرها، وتقدم مجانا من خلال حملات وزارة الصحة بعد تحديد الفئات المستهدفة، واستطرد: يتلقي فريق حملات التطعيم تدريبا عاليا لتلافي أي أخطاء أثناء العمل، كما أن هناك رقابة شديدة للتأكد من سلامة الطعوم وحفظها بشكل جيد وإعدام المتبقي منها، مؤكدا أن الآثار السلبية لا تتعدي حدوث إحمرار بالجلد أو ورم بسيط في موضع اعطاء الحقنة. مصالح شخصية بينما يري الدكتور حازم شعبان- مدير الطب الوقائي بكفر الشيخ سابقا - أن شائعات فساد الطعوم وخطورتها يروجها بعض أصحاب العيادات الخاصة والصيدليات لتحقيق مصالح شخصية وصرف الطعوم بمئات الجنيهات بدلا من الحصول عليها مجانا من وزارة الصحة. - الدكتور خالد المنياوي - أستاذ صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث - يؤكد أن المشاكل التي قد تنتج عن تناول التطعيمات قد تكون لأسباب متعلقة بسلوكيات الأم فقد تذهب لتطعيم ابنها وهو مصاب بأي مرض دون أن تفصح عن ذلك للأطباء، فقد يعاني الطفل من أمراض غير ظاهرية مثل الزيادة في كهرباء المخ أو التشنجات، وقد يكون الضرر نتيجة خطأ من القائم بالتطعيم. أثار جانبية ويوضح الدكتور محمد حسني- أستاذ الصحة العامة بكلية طب قصر العيني - أن التطعيمات التي تعطي للأطفال معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية ولا ينتج عنها أي مضاعفات عند تناولها إلا إذا حدث خطأ في طريقة اعطاء التطعيم وفي هذه الحالة قد تحدث آثار جانبية محدودة كالتهاب الجلد أما الحالات التي تصاب بأضرار أكبر فهي نادرة وغالبا ما تكون مصابة بحساسية نادرة من التطعيمات. وأضاف.. أنه في حالة فساد الطعوم نفسها فلا يكون لها تأثير سلبي بالغ الأضرار عند تناولها. جودت الامصال الدكتور عبدالقادر سيد أحمد - أستاذ الكيمياء التحليلية ورئيس شركة فارمكس للكيماويات والبحوث الدوائية.. أشار إلي الجانب النظري الذي يحتم جودة الأمصال واللقاحات في العالم كله طبقا لمواصفات العالمية المحددة لها خاصة أن شركات كبري متعددة الجنسيات في فرنسا وأمريكا وإنجلترا هي التي تحتكر صناعة غالبية تلك المستحضرات. وقال يحكمنا السعر في الاستيراد من دولة دون أخري والهدايا التي تمنحها تلك الدولة لمصر من الأمصال واللقاحات ورغم ذلك تتأكد الجهات المصرية من سلامة وأمان المستورد منها سواء كان بمقابل أو علي سبيل الهدية.. وأشار إلي أن الشركة القابضة للأمصال واللقاحات هي المسئولة عن استيراد تلك المستحضرات من الدول الأخري ولكن ذلك يكون من خلال وكلاء غير معروفين للشركات المالتي ناشيونال في مصر الذين تكون مهمتهم الأولي عمل البرلمان لتلك الشركات داخل السوق المصري. التخزين والنقل وطالب المسئولين بضرورة التأكد من اتباع النظم العالمية في التخزين ونقل الأمصال واللقاحات وحتي وجودها في صيدليات المستشفيات خاصة في المناطق الريفية والنائية وضرورة التفتيش عليها باستمرار لأنها معرضة للتفتيش الدولي من خلال مؤسسات الصحة العالمية، اضافة إلي ضمان سلامة ملايين الأطفال الذين يتم تطعيمهم سنويا ضد الأمراض المختلفة. وعن وجود اصابات بين الأطفال نتيجة الطعوم قال لابد من وجود نسبة فشل وهي نسبة عالمية ولكنها ضعيفة جدا ولا تقاس عليها الأشياء، وليس معني اصابة عدد قليل من الأشخاص أن الأمر عام. الحملة القومية الدكتور حمدي السيد - نقيب الأطباء ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب - أكد علي دعم وجود أية مشكلات في الأمصال واللقاحات مشيراً إلي النجاح الذي حققته وزارة الصحة في القضاء علي شلل الأطفال من خلال الحملة القومية التي كانت تهدف لذلك الأعوام الماضية. مشيراً إلي أن الإصابات الناتجة عن تناول الطعوم هي لحالات نادرة جداً انتابتها بعض الأعراض بعد التطعيم نتيجة وجود حساسية عالية من المصل في أجسادها وهذا لا يعني وجود عيب في المصل المستخدم بدليل عدم وجود ذات الأعراض عند ملايين آخرين تم تطعيمهم بنفس الطعوم. وقال: مهمة الحكومة هي الحفاظ علي صحة الناس ولذلك تستخدم وزارة الصحة الطرق الآمنة في التخزين طبقا للمواصفات الدولية المعتمدة لأن التطعيمات مسئولية مجتمع دولي بالدرجة الأولي ولا يعقل أن تطعم الوزارة 10 ملايين مواطن سنويا وهي غير واثقة في سلامة الطعوم المستخدمة. توفير الامصال وأكد الدكتور محمد ربيع رئيس الشركة القابضة للأمصال واللقاحات فاكسيرا أن الشركة هي المسئول الأول والأخير عن توفير اللقاحات والأمصال التي تستخدمها وزارة الصحة من خلال الصناعة الوطنية أو الاستيراد وأن الوزارة لا دور لها في هذا السياق. مشيراً إلي أن الشركة لا توفر سوي المستحضرات الأمنة والفعالة من شركات معتمدة دوليا فمثلا لقاح شلل الأطفال يتم استيراد 40 مليون جرعة سنوياً من شركتين فقط هما جلاكسو الإنجليزية وبستور الفرنسية بقيمة لا تتجاوز 500 مليون جنيه بدءاً من عام 2004 وعلي مدار ال7 سنوات الماضية وهي كمية ثابتة نظرا لثبات أعداد المواليد وتستخدم تلك الطعوم خلال التطعيم الإجباري لحديثي الولادة وحملات وزارة الصحة في المدارس. العام المالي وقال: نوفر اللقاحات عادة مع بداية كل عام مالي وتتولي وزارة الصحة تخزينها في ثلاجاتها واستخراجها حسب الحاجة طبقا لخطتها في حملات التطعيم.. ونستورد لقاحات تعالج أمراضاً أخري منها الحصبة والحصبة الألمانية «MMR» من نفس الشركتين بواقع 4 ملايين جرعة سنويا بحوالي 60 مليون جنيه.