كنت قد تحدثت في برنامج "مصر النهارده" مساء السبت 17 أبريل عن مشكلة المرور في العاصمة مشاركاً الأستاذ الدكتور أسامة عقيل وأدار الحوار السيدة مني الشرقاوي وكانت عدة اقتراحات قد تم طرحها للخروج من نفق مظلم وصلت إليه العاصمة في أغلب ساعات اليوم دون مبرر ودون أسباب مقنعة، حيث أصبحت العاصمة في ساعة ذروة طيلة نهار اليوم ، كما أن أزمة المرور قد وصلت إلي حد غير مسبوق سواء في الشوارع الرئيسية أو الفرعية وحتي في الطريق الدائري والمحاور حول وداخل العاصمة. وكانت الفقرة ضيقة في وقتها بحيث لم نستطع تغطية الحدث والإفادة بمقترحاتنا في البرنامج وقد وعدت السيدة مقدمة البرنامج بتحديد موعد آخر لإستكمال مناقشة الموضوع، وكان قد سبق لي التعرض لأزمة المرور في العاصمة وتصورت بعض الحلول التي سبقتنا دول كثيرة أكثر من مصر كثافة في عدد السيارات وكذلك بنفس معدل مسطحات الطرق الداخلية ، وأقربها إيطاليا ، حيث عدد سكانها لا يزيد علي خمسة وخمسين مليون نسمة وعدد السيارات المسجلة في إيطاليا فوق الثلاثين مليون سيارة متعددة الأحجام والنوعيات ومع ذلك لا تعاني العاصمة الإيطالية "روما أو ميلانو" أو "نابولي " ما تعانيه القاهرة والإسكندرية ، ولعل المقارنة بين عدد السيارات المسجلة في مصر والتي لا تزيد علي أربعة ملايين ونصف سيارة والمسجل من سيارات في عواصم أخري مشابهة لنا قد جاءت بأننا لدينا مشكلة في الإدارة. ولعل حديثنا قد تعرض إلي أهمية الإهتمام بأضلاع المثلث الثلاثة للمرور "العنصر البشري والطرق ونوعية السيارات" التي تجري في شوارع العاصمة وكذلك حديثنا عن أهمية وضع تصور لمشاركة القطاع الخاص في هيئة المرور بالقاهرة وأفدنا بأنها تتبع إدارياً محافظ القاهرة رغم أن السلطة المطلقة والمخولة لوجودها هي وزارة الداخلية. وتصورت بأن ندرس الحالة الإيطالية ونقوم بعمل تجربة مشابهة في القاهرة كما أننا في أشد الإحتياج إلي جراجات تحت الشوارع الرئيسية مثل شارع رمسيس ،وشارع جامعة الدول العربية ، وشارع عباس العقاد أسوة بجراجات أسفل شارع "الشانزليزيه" في باريس، وخلوها من أية جلطات في شرايين العاصمة نتيجة الوقوف في الممنوع وغير المحترم في بلادنا . كما أن جراجات متعددة في مداخل الضواحي منشأة بطريقة (الإستيل كونستركشن) يستطيع القطاع الخاص إقامتها ضمن المشروع بالقانون الجديد وهو مشاركة القطاع الخاص للحكومة في البنية الأساسية. وكان أيضاًَ حديث من الدكتور أسامة عقيل بأهمية الإهتمام بالنقل العام ، وكذلك وسائل النقل تحت الأرض (مترو الأنفاق) وكذلك الترام وقطار الضواحي بين أطراف القاهرة ووسطها وأهمية ضخ إستثمارات جديدة في وسائل ووسائط النقل سواء برياًَ أو نيلياً أو تحت الأرض. وكان إقتراحي الرئيسي هو أن يقوم سيادة الرئيس بعد عودته من فترة النقاهة بسلامة الله بتوجيه التعليمات للجنة من الوزراء المختصين مع المحافظين المقيمين بالعاصمة بإنهاء مشكلة مرور العاصمة خلال فترة زمنية محددة وراهنت بأنه لو تم ذلك سوف تنتهي أزمة المرور في العاصمة وقد كان فقد اجتمع السيد الرئيس يوم الأحد الماضي مع مجموعة وزارية وأصدر تعليمات محددة وتصور مدروس لإنهاء أزمة المرور وقد كان !!