د. السيد البدوي هو رجل اللحظات الأخيرة هكذا يبدو، في أغلب تحركاته فأثناء الصراع مع نعمان جمعة كان كذلك وعندما قرر الابتعاد عن الحزب سار علي نفس الدرب وعندما قرر الترشح لرئاسة حزبه اختار وقتا كان الجميع فيه قد أسقطوه من حساباتهم. فالبدوي عضو الهيئة العليا للوفد وصف حزبه بأنه أشبه بالعليل الذي يعاني من اشتعال بؤر الصراعات فيه جراء إدارته الحالية، وعدم قدرتها علي حسم المشكلات. وأوضح البدوي في حواره مع «روزاليوسف» أن تراجع بدراوي عن الترشح لا ينتقص من قيمته داخل الوفد، كما أن من يردد هذا يحاول الوقيعة بينهما، متهما جريدة حزبه بانتهاج أسلوب غير مسبوق بالهجوم علي قيادة داخل الحزب في باب «العصفورة» والتشنيع علي إحدي المؤسسات. لماذا قررت الترشح في هذا الوقت المتأخر رغم اعلانك قبل ذلك عدم الترشح؟ - لأن الوفد يمر بأزمة تحتاج إلي جهود أبناء المخلصة لاعادة الحزب إلي سابق عهده، والحقيقة هي أني لم أكن قد أخذت قرارا وكنت متردداً، لكني دفعت إلي هذا القرار دفعا من الوفديين وفؤاد بدراوي كان من بين من يضغطون علي، ومنذ أيام أصدرت قرارًا بأن يحل نائبي في إدارة أعمالي في مجلس الإدارة وتفرغت الآن للسياسة، وهذا لعلمي أن هذه الانتخابات تحتاج إلي جهود جبارة. وهل استطعت تشخيص ما يحدث في حزب الوفد الآن؟ - بالطبع نحن لدينا مشكلة حقيقة داخل الوفد ولا يمكن أن أعزي ما يجري به إلي المناخ السياسي العام فهذه شماعة سهل أن تقولها أو تدعي عدم السماح بمؤتمرات، هذه كلها أمور تداري الفشل لكني أتعهدت أنني لو لم استطع النجاح داخل الوفد في غضون أشهر قليلة أو 12شهراً علي أقصي التقديرات، سأعترف، غير أني أريد أن أقول أن النجاح لا يحتاج إلي سنوات ودون أن أسيء إلي أباظة لكن 4 سنوات فترة رئاسته للوفد كانت كافية لتغيير حال أمه أو دولة فالرئيس الأمريكي ينقل بلاده من حال إلي حال في مدته وهي 4 سنوات، وفي الوفد نفس المدة ولم يستطع أن يجعل للوفد مظهرًا ووجودًا في الحقيقة. لكن تراجع بدراوي اعتبر انتقاصا من قدره أمام الوفديين؟ - الأمر غير قابل للمناورة ولا أناور أبدا بفؤاد بدراوي وهو حفيد فؤاد سراج الدين وله تاريخ سياسي وكان سكرتيرا للهيئة العليا من 1978 وسكرتيرًا مساعد للوفد في 1989 وحاليا نائب رئيس الحزب فهل يعقل أن أناور بشخص يحمل كل هذه القيمة وهل يقبل هو علي نفسه أن يكون طرفًا في مناورة تسيء له من أجل ماذا؟ ولم لا أعلن إذا كنت أرغب حتي أحصل علي وقت أطول في الدعاية. كان التحليل في هذه النقطة أنك استطعت توجيه الهجوم بعيدًا عنك بجانب اعلان ترشحك وسط هالة من الأضواء وهو ما يعطيك ميزة علي منافسك؟ - لم أكن أتوقع أن توجه الاتهامات والاهانات الشخصية التي حدثت مع فؤاد بدراوي، وليس من اخلاقياتي أن أجعل غيري يتلقي عني السهام، فأنا أملك أدوات الرد أكثر من بدراوي عشرات المرات، فضلا عن أنني عندما أضع نفسي في موضع الهجوم اتحمل اكثر من بدراوي لأن لدي سعة صدر، أما هو فيغضب بشكل سريع ، وهم أهانوه بإهانات لا تليق أن توجه لحفيد سراج الدين. وكيف تنظر إلي ما ذكره محمد سرحان بقوله «علي بدراوي أن يتوافق مع أباظة وإلا سيلقي مصير نعمان جمعة؟ - هذا التصريح كان صادمًا خاصة أن سرحان تربي علي مبادئ الوفد سياسيا وليبراليته التي تسمح بتعدد الآراء وتداول السلطة والتنافس، ولا أعلم كيف اخرج سرحان تصريحًا لهذا؟ وكنت أري أنه بدلاً أن ينفي ذلك كان عليه أن يفعل مثل نائب «الرصاص» ويقول أنها لحظة انفعال أو زلة لسان واعتذر عنها وهذا خطأ ناتج من اندفاع لدي سرحان، ولا أريد أن أقول إنها قلة حنكة سياسية. هناك من يقول أنك لم تنس لأباظة الاطاحة بك من منصبك السابق كسكرتير عام للوفد لذا ترشحت ضده علي رئاسة الحزب؟ - ليس لهذا الأمر علاقة بهذا الشأن، كما أن علاقتي بأباظة جيدة، وأعلم أن أباظة لم يكن يرغب في استبعادي من السكرتارية العامة للحزب بل علي العكس فوقتها طلب مني تأجيل الانتخابات، لكن هو مضغوط عليه من قبل المجموعة المحيطة به لاقصائي من موقعي السابق، وفي آخر لقاء لي مع أباظة حينما أراد شرح الأسباب قلت له أعلم أنك دفعت إلي هذا، فهناك من يستخدمون أباظة لتحقيق أغراضهم. ومن هم الذين ضغطوا عليه لاقصائك؟ - ضغط عليه السكرتير العام الحالي منير فخري عبد النور ومحمد سرحان، ومحمد كامل، ومحمد علوان أعضاء الهيئة، إذ حينما حلت انتخابات الهيئة العليا وقتها جاء ترتيبي متقدمًا فكنت رقم 7 وبدراوي رقم 8 ، وهم جاءوا في ترتيب متأخر فأعتقدوا أنني حرضت الوفديين علي ذلك وهو ما لم يحدث، وظنوا أني وبدراوي تأمرنا عليهم وأقسمت وقتها لأباظة بأن هذا لم يحدث. وما أهم عيوب الإدارة الحالية للحزب؟ - أخطر ما يعاني منه الوفد هو حالة الاحباط التي أصابت الوفديين بسبب ضعف التأثير، والانفراد إلي حد كبير بالقرار من خلال مجموعة معينة وأنا مشفق علي أباظة في هذا، فالهدف من محاولات ابعادي كان الترتيب لمن يخلف محمود أباظة اعتقاداً أنه لن يترشح فحاولوا أقصاء الناس بالسيطرة علي الحزب، فبدأت تظهر الصراعات الداخلية والوفد كان خارجا من انتكاسة شديدة بعد أحداث 2006 فكان مثل الشخص المعتل المريض، وبالتالي الصراعات والخلافات تقضي عليه، فالحزب مليء بالصراعات سواء داخله أو في المحافظات ومجموعة تؤيد الجمعيات وأخري ترفضها، وكان يجب علي قيادة الحزب أن تطفئ نار هذا الصراع. وكان هذا بسبب ضعف الإدارة وعدم قدرتها علي الحسم وتعمل بمبدأ «سيب المشكلة تحل نفسها». لكن البعض ينسب لك الوقوف خلف هذه الصراعات؟ - هذا كان بسبب ابتعادي عن مقر الوفد فلم أقم بعمل جبهات أو أصدر بيانات ظللت مهتمًا لمدة سنتين وبعدها اتهمت بالتسبب في الصراع فابتعدت، حتي إنهم هاجموني في العصفورة علي أسابيع متتالية وهي سابقة لم تحدث داخل الوفد ولم أرد علي أحد أو أرفع قضية الجريدة فعلي من أقيم الدعوي؟ علي بيتي؟ لدرجة أنهم هاجموا أحد مؤسساتي في الصفحة الأولي لمجرد أني امتلكها وتشن ضدها حملات في إطار التشنيع، واستطيع الرد لكنهم جزء مني، غير أن هذا لا ينفي أن الجريدة في الأوقات السابقة كانت تستخدم في تصفية الحسابات. ولماذا لم تتحدث إلي أباظة أو رئيس تحرير الجريدة وقتها مادمت ذكرت أنه صديقك؟ - الهجوم علي كان وفقاً لنظرية المؤامرة التي استمرت طوال هذه السنوات الأربع وهي من أفرز الترهل الحزبي الحالي. وتحدثت إلي أباظة بعد فترة قطيعة وقلت له لابد أن يكون هناك اعتراف بأن الحزب ليس في أحسن حالاته ولا تفعل كما حدث في وقت د. نعمان جمعة رغم أننا وقتها كنا ندير الأمور وكان الرجل يترك لنا كثيرًا من الشئون، وقلت له أريدك أن تكون أنجح رئيس حزب ولكن الحزب حينما ينجح يكون من خلال أفراد، فالجهد يكون مؤسسيا. وما التعديلات التي تراها مطلوبة علي اللائحة؟ - وقت صياغة اللائحة في 2006 اعترضت علي جعل أنتخابات الهيئة العليا ورئيس الحزب في وقت واحد، لكنه اعترض علي توقيت التعديل المطلوب، بجانب تعديل انتخابات المكتب التنفيذي لتكون من الجمعية العمومية وليس من الهيئة العليا لأنها في أغلبها يمتلكها رئيس الحزب، فضلاً عن أن تكون سلطة سحب الثقة من رئيس الحزب مملوكة للجمعية العمومية وليست للهيئة العليا. ذكرت أنك قاطعت أباظة لمدة عام ونصف العام لماذا؟ - هذه المسألة تعود إلي أمور خاصة «بشغلي» الخاص، حيث كانت تتم محاربتي في مصالحي وأعمالي من قبل أباظة ومنير فخري عبدالنور ومن باح لي بهذا الأمر كان رئيس التحرير وقتها أنور الهواري . في حالة فوزك برئاسة الوفد ما أول عمل ستسارع بإنهائه؟ - سأستغل أقوي العناصر بالحزب ولم الشمل بين الوفديين ولن أسعي لاقصاء أحد لأن الوفد في حاجة لجهود أبنائه.