أكد المشاركون في الملتقي الدولي الخامس لرابطة خريجي الأزهر أمس، تحت عنوان «الإمام أبوالحسن الأشعري نحو وسطية إسلامية تواجه الغلو والتطرف» أن جماعات التطرف والعنف إلي زوال، وأن الإسلام لا يعرف السلطة الدينية السياسية، وأن الحكم ورئاسة الدولة أمر مدني، وأوضح الدكتور رضوان السيد أستاذ الفكر الإسلامي بالجامعة الإسلامية بلبنان أن الإمامة يحددها المجتمع للمصلحة العامة، وأن ظهور الإسلام السياسي جعل الشأن العام شأنًا إسلاميًا، وظهرت معه الدعوة لقيام الدولة الإسلامية وصار الصراع علي السلطة صراعًا دينيًا. وأشار إلي أن توجه التيارات السلفية نحو الإسلام السياسي، يعني الاتجاه للدولة الدينية، وتحالف جماعات سلفية مع ما أسماه الأصولية السياسية، كما تحالفت طرق صوفية مع الإسلام السياسي في بعض الدول. وقال إنه لابد من العمل علي تقوية المؤسسات الدينية السنية، واتهم رضوان السلفية والوهابية بالجمود قائلاً: «ليس عندهم رؤية للعالم لتمسكهم بمفهوم الولاء والبراء، والتمسك بدار الإيمان والفكر»، ومع ذلك أكد أنه لا ينبغي الجدل مع الوهابية. وشهدت الجلسة الأولي للمنتدي اتهامًا صريحًا لإيران بمحاولة نشر التشيع والسعي لهدم أنظمة الحكم في الدول الإسلامية، حيث أكد الدكتور عبدالكبير العلوي المدغري وزير الأوقاف المغربي السابق، وأستاذ الشريعة بجامعة القرويين علي أن «عالمنا الإسلامي يواجه صراعًا عقائديًا أكثر من الصراع المذهبي بين السنة والشيعة، حيث يوجد تسخير كامل للجمهورية الإيرانية لنشر التشيع، ودعمها للتيارات الشيعية في دول الخليج، بالإضافة إلي القنوات الفضائية التي تبث فيها الأفكار الشيعية وتهاجم أهل السنة. وأشار إلي أن هناك نية للقضاء علي مذهب أهل السنة، وأن المغرب والبلاد المنتسبة لمذهب الأشاعرة لابد أن تصر علي نشر سلوكه ومذهبه. وأضاف: إن عالم اليوم يشهد حدة الصراعات العقائدية، ووصولها إلي حد محاولة قلب الأنظمة لفرض المذهب الشيعي، وأكد قائلاً: إن معسكر أهل السنة والجماعة ضعيف، والسبب هو أن المذهب الشيعي في إيران هو مذهب الدولة. وقال «المدغري» إن الدول السنية تعمدت إضعاف المؤسسات الدينية باعتبارها كهوفًا لثقافة بالية، كما قام أهل السنة بإضعاف معاهدهم الدينية كالقيروان، مشيرًا إلي أن الدول السنية تعاني من صراعات مذهبية داخلية تصل إلي حد التكفير. ولفت في هذا الصدد إلي تكفير الوهابية للمذهب الأشعري، الذي هو أساس الفكر الوسطي، وكان الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي نائب رئيس رابطة خريجي الأزهر، قد أكد أن الحديث عن أهل السنة، لا يستهدف النزاع مع أحد، ولا الهجوم علي أحد وليس فتحًا لنواة الصراع علي الخلافات العقائدية، وإنما مواجهة التحديات العالمية، دون خروج عن المعاصرة، وتطبيق أدب الإسلام الذي يوجب علينا عدم جعل مؤتمرنا مجالاً للصراعات»، ولم يستبعد عبدالفضيل وجود محاولات لسحب الأزهر لصراع مذهبي، وتعهد بأن يسير المؤتمر نحو جمع وحدة المسلمين ولم شملهم مهما حاول البعض جر المؤتمر لنزاعات مذهبية. وقال الدكتور عبدالشافي عبداللطيف الأستاذ بجامعة الأزهر، أنه عندما تستعين الفرق وأهل العقيدة بالسلطة فهو نوع من التشدد، والتطرف الفكري، وقال: «إن كل الأفكار المتطرفة إلي الزوال، وهناك عشرات الفرق من الشيعة والمعتزلة إلي زوال، ولن يبقي إلا الفكر الوسطي المعتدل.