بهذه التعبيرات الحازمة والقاطعة والقوية، بث الرئيس الطمأنينة لدي المصريين الذين انتظروا الرئيس طويلاً لكي يعود ويتحدث معهم كعادته من القلب إلي القلب. إن كلمات الرئيس التي جاءت ضمن خطابه للأمة في عيد العمال صباح يوم الخميس الماضي، كان لها أثر السحر في نفوس المصريين، بل إنني جلست أمام التليفزيون لكي أشاهد الرئيس وأستمع للخطاب متخطيا كل الخطوط المرئية والمشاهدة الطبيعية لكي أغوص في المعاني والتعبيرات وأيضا أسلوب الرئيس في إلقائه لبعض مقاطع الخطاب وكانت كلماته الأكثر حسما وبعثا للاطمئنان حينما قال: إنني كواحد من أبناء مصر أري نفسي اليوم أقوي عزما وأشد تصميما علي ألا تعود حركة مجتمعنا للوراء أبدا، إن شاء الله أبدًا، نحن قد حققنا مكاسب جمة مع الرئيس مبارك، ولا يمكن لغير عاقل أن يفهم غير ذلك. ولعل الخطاب كان بداية لعود كريم وقوي حيث ينتظر الشعب من السيد الرئيس بعد عودته كثيرا من الإنجازات الوطنية ودفع الحركة الاقتصادية إلي النمو وزيادة فرص العمل لأكثر من مليوني فرصة في العام، حينما يتحقق جلب استثمار مباشر فوق ال24% من الناتج الإجمالي المحلي، وكذلك منظومة التعليم التي تحتاج فعلا لهدمها أو نسفها وإعادة بنائها، وكذلك التكليفات التي وجهها الرئيس للحكومة بأن تعمل علي أن يصل الدعم لمستحقيه، كل هذه الملامح من الخطاب تحدد طبيعة المرحلة المقبلة، والتي ستجتاز فيها الأمة انتخابات تشريعية (شوري وشعب) هذا العام وانتخابات رئاسية العام المقبل، وكان الرئيس موجها الأمة إلي أن الحراك السياسي وما يحدث في المجتمع يجب ألا يشوبه الانفلات، ولكن يجب أن يجتمع الجميع علي قلب رجل واحد، وعلي كلمة هدفها صالح الوطن، ولا غير ذلك، ولعل إشارة الرئيس بأن واجبه كخادم لهذا الوطن علي مدي عمره كله، ضابطا في القوات المسلحة ثم نائبا لرئيس الجمهورية ثم متحملا لعبء وشرف قيادة الوطن يحتمان عليه بأن يحافظ علي حاضر ومستقبل هذا الوطن بكل ما أوتي من قوة وعزم وأيضا حزم!! إن الوطن في المرحلة المقبلة في أشد الاحتياج لأن ينتبه لكل المحاذير التي أشار إليها الرئيس، ولكن أيضا السلطات الدستورية والمؤسسة المصرية خاصة السلطة التنفيذية يجب أن تضع نصب عينيها، توجيهات الرئيس ويجب علي كل مسئول في الحكومة أن يكون علي مستوي المسئولية وأن يحذو حذو زملائه من الناشطين وعلي سبيل المثال وليس الحصر ما تقوم به مجموعة الحقائب الاقتصادية «مالية واستثمار وتجارة وصناعة» أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك نجاحا في مهامهم، بجهود مرئية ومحسوسة سواء علي المستوي التشريعي أو علي المستوي التنفيذي أو المراقبة والمتابعة. ولعل ما يقوم به وزير التربية والتعليم والحركة السريعة الذي بدأها متخطيا المسئوليات الدستورية للمحافظين المسئولين عن متابعة المدارس ومديريات التربية والتعليم في محافظاتهم، هو أيضا جهد إضافي مشكور للوزير الجديد، إلا أن بقية المنظومة في احتياج إما لدفعة أو لغربلة للتغيير الحتمي!!