دوما ما يسيطر اسم الرسام الإسباني بابلو بيكاسو علي سباقات المزادات وكأنه كلمة السر أو الجواد الرابح في كل الأزمنة. ومساء الثلاثاء الماضي حفرت لوحة شهيرة له مكانها في تاريخ البشرية كأغلي عمل فني في العالم، حيث بيعت لوحته «عارية.. أوراق خضراء وتمثال نصفي» بأكثر من 106 ملايين دولار في مزاد فني بصالة كريستي بنيويورك. وضع خبراء الفن في الدار تقديرا لسعر اللوحة لا يتجاوز 80 مليون دولار - وهو بدوره رقم قياسي- إلا أن أعمال بيكاسو دائما ما تكسر قواعد اللعبة لتتخطي الانجاز الذي حققه تمثال «الرجل السائر» لجياكومتي في بداية العام الجاري عندما بيع بحوالي 104 ملايين دولار في لندن. في أقل من 9 دقائق، وفي صراع محموم بين تسعة متزايدين انتهت أغلي صفقة فنية من أجل الفوز بلوحة قماش لصالح الرجل الغامض الذي تزايد عبر الهاتف دون أن يعلن عن جنسيته أو اسمه. مالكة اللوحة كانت واحدة من أثرياء مجتمع ولاية كاليفورنيا الأمريكية واشترتها في منتصف القرن الماضي وكانت عائلتها قد أعلنت عن عزمها تخصيص جزء من ثمن اللوحة للمكتبة العامة وحديقة النباتات ومتحف الفنون الواقعة في محيط منزل العائلة. وعلي الفور انهمرت تعليقات قراء الخبر علي مواقع الإنترنت وعكست مزاجا وحالة لا تختلف كثيرا عن تعليقات المصريين والشعوب العربية علي ذلك الحدث، مثل أن هناك فنانين في العالم أهم وأصدق من بيكاسو فلماذا ذلك الحظ الذي يلازمه!. أو تعليقات من قبيل أن من يملك هذا الرقم الضخم ويدفعه في شراء لوحة ليس من داخل الولاياتالمتحدة «المطحون» أبناؤها في دائرة الأزمة المالية.. بما يعنيه ذلك أن أمريكا ستفقد اللوحة للأبد. ومن قائل إن الصفقة تجسيد مأسوي لأمراض العالم الذي يترك ضحايا المجاعات والحروب لمصيرهم ويصفق علي مشهد إهدار الملايين علي مجرد لوحة رسم.