أكد د. مراد يان رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بوزارة الخارجية الأفغانية ان مجمل الشعب الأفغاني لم يعد يقبل نظام طالبان مستندا إلي استقصاء قال ان الحكومة الأفغانية أجرته مؤخرا وأثبت ان 94% من المواطنين يرفضون عودتها مرة اخري، مشيرا إلي أن طالبان منعت لسنوات بناء دولة قوية متقدمة استخدمت في ذلك الدين كأداة مطوعة كيفما تشاء. وأضاف "يان" في تصريح لروزاليوسف علي هامش مشاركته في مؤتمر حول الأوضاع في افغانستان نظمه مركز الدراسات المستقبلية قبل يومين، ان تأثير طالبان علي الساحة الأفغانية لم يزل مستمرا بسبب مصادر الدعم المتعددة سواء من بعض فئات الشعب أو الدعم المخابراتي من بعض دول الخليج كما تساهم عصابات الجرائم المنظمة وتجار السلاح والمخدرات في دعم الحركة ماليا ولوجيستيا. لم تكن الولاياتالمتحدةالأمريكية لتختار أفغانستان كنقطة انطلاق لتصفية ما تسميه بالجماعات الإرهابية عقب أحداث 11 سبتمبر، إلا بعدما تمركزت العديد من الجماعات المتطرفة فيها في ظل حكم نظام طالبان.. هكذا تحدث د. محمد محق المستشار الثقافي لسفارة أفغانستان بالقاهرة، مرجعا ظهور طالبان إلي الحروب الداخلية الطاحنة بين الأحزاب الدينية الأفغانية التي أنهكت الدولة اقتصاديا وسياسيا، ومع فشل الأحزاب في تشكيل حكومة وطنية اصبح وجود قوة جديدة "طالبان" امرأ مقبولا علي المستوي الشعبي إلي أن ادت عنصرية الحركة القبلية إلي مزيد من العنف، واشار إلي ان الحركة فتحت ذراعيها للجماعات المتطرفة بهدف تكوين شبكة دولية ذات خلايا منظمة. ساعد الدعم المخابراتي الباكستاني لطالبان في تحقيق أهدافها جزئيا، حيث عمل النظام الباكستاني علي تعضيض الحكم الطالباني لتحقيق اهداف داخلية في أفغانستان في ظل صراعه مع الهند علي زيادة النفوذ في العمق الأفغاني الي ان تصادمت إسلام اباد مع رغبة الولاياتالمتحدة في اسقاط الحركة ونجحت الاخيرة في اقناع باكستان بالتعاون معها في القضاء علي طالبان. وأضاف "محق" ان الشعب الأفغاني ليس إرهابيا كما يتصور كثيرون وان الإرهاب والتطرف دخيلان عليه بسبب فتح الباب امام المتطرفين للدخول الي أفغانستان الأمر الذي ساعد عليه قيام بعض الانظمة العربية بفتح باب الجهاد الي أفغانستان في خطوة تخلصت من خلالها من العناصر المتطرفة في بلادها. من جانبه أكد احمد ماهر وزير الخارجية الأسبق خلال المؤتمر ان الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي السابق هما الفاعل الرئيسي في خلق نظام طالبان ومعظم الحركات الاصولية حيث استخدمتا النزعات الإسلامية المتطرفة كحائط صد واقٍ لضمان خيوط لعب في هذه البؤرة الساخنة، مشيرًا إلي أن الولاياتالمتحدة تجرعت مغبة ذلك ودفعت العديد من الضحايا ثمنا لصنع الحركات المتطرفة، وبخصوص تنظيم القاعدة قال "ماهر" انه منح الولاياتالمتحدة الحجة الساطعة لضرب الدول الإسلامية وقدم لها ما يعد في نظر كثيرين مسوغا شرعيا للحرب الامريكية علي أفغانستان.