كلمة حاكم مصر تحمل معاني التقدير والتبجيل لدي الكثير من شعوب ودول العالم، وبما أنني عاصرت الملك فاروق والرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك أري أن الرؤساءالثلاثة الأخر عينات فريدة من نوعها لديهم من التاريخ الكبير والمقدرة الخطابية واستطاعة اكتساب قلوب الشعوب في مصر والعالم كله، فمن ينسي ما فعله الشعب بعد تنحي عبدالناصر أو قوة خطب السادات والمقدرة علي اتخاذ قرارات يصعب علي أحد غيره اتخاذها بسهولة. أما الرئيس مبارك الذي تولي رئاسة مصر بعد هذين الزعيمين الكبيرين والذي قال عنه السادات «لم أر أنسب من حسني مبارك ليخلفني» وبالفعل تمر الأيام ويغتال السادات ويحمل مبارك بعده التركة الثقيلة التي يتعدي ثقلها بمراحل ثقل التركة التي خلفها عبدالناصر للسادات وذلك بسبب الصعوبات التي واجهت الرئيس مبارك في كيفية البحث عن مجرد بداية بناء الدولة حتي تصبح جزءاً من العالم بعد تخلفها عن الركب بسبب مراحل اللا سلم واللا حرب ثم مرحلة الحرب والهزيمة ثم أخيرا الحرب والانتصار، كما واجه مبارك صعوبات أخري في كيفية حماية الدولة وتجنيبها المصادمات التي طالما أخذتها لأسفل. تولي «مبارك» القيادة كبيرا وكان عظيماً لمصر أن يكون رئيسها أحد رجال القوات المسلحة الأقوياء وأحد أهم مقومات النصر الأعظم في تاريخ مصر عام 1973 والقيادي الذي تلقي من الخبرات الكثير والكثير من مخالطة الزعيمين عبدالناصر والسادات وهما من أكبر زعماء العرب علي مر العصور ليس هذا فحسب بل كانت أولي خطوات حكمه هي دراسة الأخطاء التي وقع فيها هذان الزعيمان وعليه قرر ألا تقع مصر في هذه الأخطاء مرة أخري فضلا عن ضخه أفكاراً جديدة تناسب الأوضاع السياسية والاقتصادية المتجددة من وقت لآخر. كمصري كنت من أشد المتخوفين من سيطرة القطاع الخاص علي الاقتصاد المصري فلم يكن لدي الثقة في الرأسمالية المصرية ولكن بمزيد من الحنكة والحكمة قطعنا أشواطا كبيرة لها من السلبيات غير القليلة لكن أيضا لها من الإيجابيات الكثير التي لا تظهر بسرعة والتي يتطلب لتحقيقها أن تحدث بعض السلبيات في الطريق إليها. أدهش كثيرا عندما أجد أنه رغم الضغوط والصعوبات التي تواجه الرئيس بسبب «العهدة» التي يحملها وأري من ينتقد هنا ومن يندد هناك حتي أثناء مروره بفترة الراحة بعد إجرائه العملية الجراحية مؤخرا وتطاول الألسنة الحقيرة في إسرائيل، والرئيس لا يلقي لكل ذلك بالا بل يباشر عمله أثناء فترة علاجه في ألمانيا بعد الجراحة مباشرة ويقرأ كل كلمة في كل ورقة تعرض عليه لحرصه علي سير السفينة التي يقودها ونراه علي شاشات التلفاز يعمل كما لو أنه لم يجر جراحة منذ ساعات قليلة وهذا دليل علي عظمة هذا الرئيس وتقديره لمسئوليته تجاه شعبه ووطنه. «مبارك» هو الذي حرر الاقتصاد المصري وكفل لحرية الرأي مساحة غير مسبوقة فلا أنسي عندما كنت طفلا ونتحدث في السياسية أو أي شيء يتعلق بالنظام كانت أمي تقول «وطي صوتك» وإلي أكثر من هذا الحد كانت هناك مصادرة للحرية، إلي أن حمل مبارك لواء حرية التعبير عن الرأي ومن الغريب أن نري من لا يقدر ذلك ويستخدم الحرية التي أتي بها النظام الحالي لانتقاد هذا النظام نفسه، تلك الحرية التي لم تكن موجودة في عهد «السادات» وبالتأكيد لم تكن تذكر في عهد «عبدالناصر» ولم تكن موجودة في العهد الملكي ولست مع من يقول إن العهد الأخير شهد ديمقراطية لا حدود لها فالبلد كان محتلاً من الانجليز ولا توجد به أي مظاهر للديمقراطية التي لم تكن أيضا موجودة في عهد محمد علي المجنون بالدكتاتورية الذي كان يبني مجدا لنفسه وأسرته. وفي كل ذلك لم ينس الدور المصري الإقليمي ويكفي ما أعلن مؤخرا علي لسان وزير الخارجية أحمد أبوالغيط من أن مصر ستدعم سوريا ولبنان إذا تعرضت لعدوان إسرائيلي، وهو موقف مصري لا يستطيع المزايدون حتي التطرق إليه. شكرا سيادة الرئيس علي ما أنجزته لوطنك وشعبك.. شكرا علي النهضة.. شكرا علي السلم الذي نعيشه.. والتصدي لإسرائيل المارقة..شكرا علي الأمن والأمان والصحة.. شكرا علي الخروج من الاشتراكية إلي الرأسمالية المقننة. واليوم وبمناسبة عيد ميلاد الرئيس حسني مبارك، أقول لشعب مصر «مبارك لكم رئيسكم».