من اللامعقول في بلدنا تلك الهياكل العبثية في الأجور والمرتبات والمكافآت في المؤسسات والهيئات وأيضًا في بعض المواقع العامة وأستبعد القطاع الخاص، فالأخير له حساباته وهو لا يدفع شيئًا لوجه الله أو لواسطة إلا إذا كان مردود ذلك نفعًا أو رشوة مستورة بوظيفة لأحد الأبناء أو الأخوات أو غيرها من مصالح متبادلة، ولكن حديثي ينصب علي ما تم نشره في جريدة الأهرام عن أجور ومرتبات لبعض المذيعين وحددتهم بالأسماء والأعلي والأكبر أجرًا هو الأستاذ «محمود سعد» الإعلامي والصحفي والمهم في برنامج تليفزيوني مصري هو الأكثر مشاهدة علي الإطلاق في مصر (مصر النهارده) وهو البديل عن برنامج (البيت بيتك)، والجدير بالذكر أن الأخير كان قطاعًا خاصًا أي حق إنتاجه وحق التصرف في أجوره ومرتباته ومكافآته تخضع للمفهوم السابق الإشارة إليه وهو القطاع الخاص وهو حر فيما يفعل!! ولكن «مصر النهارده» هو برنامج تليفزيوني يخضع تمامًا مثله مثل برنامج «صباح الخير يا مصر» أو «مساء الخير» أو «يسعد صباحك» أو «صباح جديد» أو «القاهرة علي الهواء» المهم بأنه برنامج يخضع للنظام العام أو الحكومي، كما أن السيد «محمود سعد» اشتهر عنه بأنه نصير الغلابة وحلال العُقَدْ والمشاكل وينتظره علي باب التليفزيون عشرات بل مئات من أصحاب الحاجات، طامعين في تدخله أو تبني مشاكلهم ومساعدتهم من خلال برنامجه وفقرته عن الرسائل التي يتلقاها غير تلك الفقرة «المفتكسة» والتي أسماها (مهلبية) شيء لا يصدقه عقل!! ومع ذلك حينما يعلن عن أن مهيته «سبعة ملايين جنيه في العام» فهذا يخضع في اللامعقول، كما أنه يُفقِدْ المتفرج مصداقيته في الانفعال بالغلابة ويدعو الغير لمساعدتهم أو التبرع لهم «بكيس دم» أو علبة دواء أو «عجلة للمعاقين»!! لا يمكن أبدًا أن تستقيم الأمور حينما يكون الشاب الواقف خلف الكاميرا خريج كلية الفنون التطبيقية قسم السينما والتليفزيون والحاصل علي درجتي بكالوريوس وماجستير ويقبض بعض المئات التي لا تتعدي أصابع اليدين ويصور أمامه الوجيه اللامع المذيع والذي يعلم (الشاب) أنه يقبض ثروة عمر كامل في يوم واحدًا شيء من اللامعقول!! كيف يتسني لنا عمل إتزان في ميزان الأجور والمرتبات في الدولة مع احترامي الشديد للإبداع والتميز والابتكار والنجومية وأشياء كثيرة يمكن الرد بها علي مقالي ولكن اللامعقول هو ما يتم في هيكل أجور الدولة وما نشر في «الأهرام» ليس فقط هو المقصود بمقالي ولكن ما خفي كان أعظم في جهات عديدة من الدولة..!