ثمة سباق يجري الآن بين واشنطنوطهران علي العقوبات الجديدة علي إيران.. واشنطن تريد أن يحظي مشروعها بفرض هذه العقوبات بموافقة مجلس الأمن، وطهران تريد أن تجهض جهود واشنطن وتحرم الإدارة الأمريكية من الحصول علي تأييد مجلس الأمن علي هذه العقوبات. حتي الآن نجح أوباما في إقناع روسيا بتأييد فرض هذه العقوبات من حيث المبدأ، ومازال أمامه وقت لإقناعها بنوعية وحجم هذه العقوبات، في ظل اعتراضها علي بعض هذه العقوبات التي يمكن أن تؤذي الشعب الإيراني، مثل العقوبات الخاصة بقطاع الطاقة والخاصة بمقاطعة البنك المركزي الإيراني.. كما نجح أوباما في إقناع الصين فقط بالمشاركة في اجتماعات بحث هذه العقوبات، بينما مازال الصينيون يرفضون حتي الآن فرض عقوبات جديدة علي إيران ويطالبون بمنح المفاوضات معها مزيدا من الوقت. كما لم ينجح أوباما في تجميد معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن مثل لبنان التي سوف تترأس الدور القادم والبرازيل التي تجاهر بتأييد البرنامج النووي الإيراني. وعلي الجانب الآخر مازال الإيرانيون يراهنون علي الفيتو الصيني في مجلس الأمن لمنع فرض عقوبات جديدة عليهم، وذلك نظرا لأنهم يعرفون أن الأمريكيين قادرون علي جمع عدد كاف من الأصوات في المجلس لتأييد مشروعهم للعقوبات.. وفي سبيل ذلك يسعي الإيرانيون الآن لتعزيز الموقف الصيني الرافض من حيث المبدأ فرض عقوبات جديدة علي بلادهم.. ولا يكتفي الإيرانيون بمغازلة الصين بالعلاقات القوية التي تربطهم بإيران علي الجانب الاقتصادي، وتحديدا في مجال الطاقة التي تعتمد الصين علي إيران في الحصول علي نسبة ليست قليلة من احتياجاتهم للطاقة، وإنما يسعي الإيرانيون لتعزيز الرأي الصيني الذي يقول إن طريق المفاوضات لم يغلق، وأنه مازال مجديا ويمكن أن يفضي إلي حل لمشكلة الملف النووي الإيراني، وطمأنة الغرب علي أن إيران لا تسعي لامتلاك أسلحة نووية. وفي هذا الإطار قبل الإيرانيون احياء الوساطة التركية من جديد مع الغرب لاعطاء انطباع بأن اعتراضهم علي مشروع إعادة تخصيب اليورانيوم خارج إيران ليس نهائيا، مثلما يعتقد الأمريكيون والأوروبيون.. ولتعزيز هذا الانطباع أعلنت طهران عن مقترحات جديدة تقدمت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإعادة تخصيب اليورانيوم الإيراني في موسكو وتحويله إلي وقود نووي في باريس، وهي المقترحات التي وصفها وزير الخارجية النمساوي بأنها تستحق المناقشة. لكن رغم ذلك مازال الأمريكيون متمسكين بفرض عقوبات جديدة علي إيران.. بل وأعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية بأن واشنطن تريد الاسراع بها، وهذا يعني أن المقترحات الإيرانيةالجديدة غير مرضية لواشنطن خاصة فيما يتعلق بكمية اليورانيوم المفروض أن تسلمها إيرانلروسيا وتسلم الوقود النووي والذي تطالب إيران أن يكون في وقت متزامن.. أو قد يعني أن واشنطن تستخدم حديث العقوبات للحصول علي مزيد من التنازلات الإيرانية ولاجبارها علي القبول بمشروع الوكالة الدولية.