تحدد اليوم لدخول ابنتي "ياسمين" لكي تضع مولودتها الأولي وحفيدتي الثانية وارتبط ذلك بمعرفتنا بنوع المولود طبقاً لتقدم العلوم والتكنولوجيا في طب التوليد! ومع أنني أخط هذه المقالة قبل تلك اللحظات الصعبة التي سأعانيها وهي في حجرة الولادة (ابنتي) إلا أنني كمثل كل أب (كما أعتقد) أرتعد من الاقتراب من غرف العمليات أو من المستشفيات ومن شكة (الإبرة) هذه (الشكة) البسيطة تسلبني روحي وأفقد الوعي ولذلك في كثير من الأحيان أتخذ من الاحتياطات ومن معي حينما أتعرض لأخذ عينة دم، أو في حالة وحيدة حدثت (التبرع بالدم ) فقط من أجل الشكة التي تحدثها تلك (الإبرة) حيث أصاب بما يعرف بالعصب السادس . تدخل ابنتي اليوم لكي بمشيئة الله ترزق بطفلة أرجو لها وأدعو وأدعوكم معي للدعاء لها للقيام بسلامة الله . فأنا مرتبط ببناتي الخمس ارتباط شبه (مرضي) لا أستطيع احتمال شيء علي إحداهن أو إصابة إحداهن بألم، شيء غريب جداً ألا ينتهي هذا الإحساس العظيم الإلهي وهو الإحساس من الوالد أو الوالدة بالابن أو الابنة!! إن سر الله في خلقه أن يجعل كل هذه الطاقة من الحنان ومن الخوف علي الولد أو الابنة هو سر استمرار الحياة في الدنيا، ولعل الحيوانات هي الأكثر تعبيراً عن تلك الخاصية الإلهية والارتباط بين الأم والمولودحتي فترة محددة - وبعدها كل شيء في عالم الحيوان يجوز! أما في عالم الإنسان (الطبيعي) كما أعتقد فإن الحياة والاتصال لا ينقطع أبداً مهما كانت قسوة الظروف أو التغيرات الزمنية في أصول التربية والعلاقات، دائماً الأب مشغول علي الابن والابنة وبالأخص ( الابنة ) فهي الطفلة الجميلة التي رزقت بها وهي الفتاة البالغة التي فرحت بها أثناء دخولها للجامعة، وهي الخريجة المتفوقة بين زميلاتها، وهي الابنة الحنونة حينما يحتاج إليها الوالد أو الوالدة . وهي العروس الجميلة التي أهديتها لزوج جميل يستحقها . هي الابنة دائماً التي أنظر إليها علي أنها الجانب الضعيف في منظومة الأسرة الإنسانية حيث أري وربما أكون مخطئاً أن ابنتي دائماً في احتياج لوجودي قريباً منها حتي تقوي بوجودي - ولكن اليوم التاريخ اختلف والزمن مختلف وأعتقد أنني ضمن عدد من الناس الذين لم يختلفا - ولن يختلفوا علي أن الابنة في احتياج لقوة الأب دائماً "ربنا يقومك بالسلامة يا ياسمين " !!