بقلم بيل كلينتون الرئيس الامريكي الاسبق خمسة عشر عاما مضت علي تفجير مبني «ألفريد بي موراه» التابع للحكومة الاتحادية في أوكلاهوما سيتي والذي أودي بحياة 168 من الرجال والنساء والأطفال، وقد كان ذلك التفجير هو أبشع تفجير إرهابي في تاريخ الولاياتالمتحدة حتي هجمات الحادي عشر من سبتمبر، إلا أن روح التضامن التي جمعت الأمريكيين بعد الحادث وذلك القدر من الاهتمام والمواساة والتي غمرت أهالي الضحايا، كانت هي الشاهد الأفضل علي الجوهر الأمريكي الذي نحتاجه في كل وقت. وقد كان معظم ضحايا ذلك اليوم، من موظفي الحكومة الاتحادية، رجالاً ونساء كرسوا حياتهم الوظيفية لمساعدة المسنين والمعوقين، ودعم المواطنين وإنفاذ القانون، هم مواطنين شرفاء، وجيران طيبين وأصدقاء جيدين، فقدوا أرواحهم هم وتسعة عشر طفلا معهم. أما هؤلاء الذين نجوا من هذه الحادثة الرهيبة، بفضل الله، فقد استمعوا لنصيحة سيدة وأم لثلاثة أطفال، شعرت بمصيبتهم واختبرتها في مصرع زوجها الذي قض نحبه عام 1988 في رحلة طائرة بان أميركان رقم 103 إذا قالت السيدة؛ "إن تلك الخسارة، لا يجب أن تشل حياتكم، بل عليكم بدلا من ذلك أن تكملوا المسيرة لتشعر أرواحهم بالرضا، وحتي تشعروا بأن أرواحهم لم تضع هباء". ونحن جميعا ممتنون لأن الناجين من الهجوم فعلوا ذلك بالضبط، كما أنه يجب علينا ألا ننسي أبدا ذلك القدر الشجاعة والحب الذي أبداه قادة وشعب مدينة أوكلاهوما وولاية أوكلاهوما، كما لا يجب ألا ننسي جهود رجال الإطفاء وكل هؤلاء الذين جاؤوا من جميع أنحاء الولاياتالمتحدة للمساعدة. وفي أعقاب التفجيرات، دفعت مدينة أوكلاهوما الكونجرس للموافقة علي معظم الاقتراحات المقدمة لوضع نهج أقوي وأكثر انتظاما للدفاع عن بلادنا ومواطنينا ضد الإرهاب، وهو الجهد الذي لايزال مستمرا حتي اليوم، كما رأينا اجتماع القمة الدولية النووية المثير للإعجاب والذي حضره الرئيس أوباما لتأمين كل مصادر المواد النووية التي قد تحول إلي قنابل. وأخيرا ينبغي ألا ننسي أبدا ما دفع الإرهابيين إلي القيام بهذه الهجمات ولا تلك الفكرة المتطرفة التي سادت مطولا والتي برروا بها جريمتهم، وهي أن أكبر تهديد لحرية الولاياتالمتحدة هو تهديد حكومتها، فموظفو الدولة لا يحمون حريتها، لكن الاعتداء عليهم يوم 19 أبريل في الذكري الثانية للاعتداء علي فرع المجمع الداودي بالقرب من واكو قطع عزل الأمريكيين الذين يرون أن القتل يعد ضربة موجهة للحرية. ويتمتع المواطنون الأمريكيون بأكبر قدر من الحرية، فالحرية في أمريكا أكثر من غيرها في أي دولة في العالم، كما أن للمواطنين القدرة علي انتقاد الحكومة والمسئولين المنتخبين، لكن لا أحد يملك الحق في اللجوء للعنف-ذ أو التهديد - ليحصل علي غايته، وقد بني مؤسسو أمريكا نظاماً حكومياً يجعل المنطق يسود علي الخوف، وقد أثبتت أوكلاهوما أنه بدون القانون لا توجد حرية. والنقد هو شريان الحياة بالنسبة للديمقراطية، ولا يوجد من هو علي حق علي طول الطريق ولكن ينبغي أن نتذكر أن هناك فرقا كبيرا بين نقد السياسة وبين تشويه صورة الحكومة التي تضمن حريتنا والاعتداء علي الموظفين العموميين الذين يفرضون قوانيننا. نحن نتحد أمام الصعوبات، فقد أصبحنا أكثر ارتباطا من أي وقت مضي كما أصبحنا أكثر قدرة علي نشر أفكارنا ومعتقداتنا والتعبير عن غضبنا وخوفنا، ولدينا كل الحق في التعبير عن وجهة نظرنا، ونتحمل مسئوليتها كما علي الجميع أن يتحمل مسئولية أقواله وأفعاله. خمسة عشر عاما مضت علي ذلك التجاوز في أوكلاهوما ، وفي ظل المناخ الحالي، ومع هذا الكم من التهديدات ضد الرئيس وأعضاء الكونجرس وغيرهم من الموظفين العموميين، نحن مدينون لأرواح ضحايا مدينة أوكلاهوما، ولهؤلاء الذين نجوا بشجاعة، بتعلم البعض من الدرس وعدم حدوث تجاوز آخر. من جريدة نيوزويك تايمز ترجمة : أمنية الصناديلي