بعد أربعة عشر عاما علي مبادرة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الإليسكو"، التي وافق عليها وزراء الثقافة العرب عام 1995، لاختيار إحدي المدن العربية كل عام لتكون عاصمة ثقافية عربية، والتي بدأت باختيار القاهرة أول عاصمة للثقافة العربية عام 1996، نضع التجربة في الميزان للوقوف علي ما حققته من نجاح وأهداف، من خلال آراء عدد من المثقفين المصريين، الذين أجمعوا علي أن التجربة مهمة وتستطيع أن تقرب بين الشعوب العربية وتفعل ما تفشل السياسة في فعله. د.جابر عصفور: لاشك أن فعاليات العواصم الثقافية العربية تسهم في تعميق العلاقات الثقافية بين البلدان العربية، ومشاركة مصر في فعاليات الدوحة تحديدا تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الثقافة دائما تصلح ما تفسده السياسة؛ حيث تسهم في التواصل بين الأجيال بدلا من القطيعة وتقليد اختيار عواصم ثقافية عربية بصفة دورية سنويا يعد فتحا لأبواب ونوافذ الإبداع والمبدعين، وعلي التجارب الثقافية علي امتداد العالم العربي وهي توجه مهم في إتاحة الفرصة للمثقفين والمبدعين والناشرين العرب لتبادل الخبرات والتواصل الفكري والثقافي لخلق ثقافة عربية موحدة وصلت إلينا من خلال تراكم تاريخي وحضاري علي مدار القرون كما أنها ملتقي للتعارف والاعتراف بمكانة العواصم العربية وأهميتها في مجمل الحركة الثقافية العربية. د.صابر عرب: الوجود المصري في فعاليات الدوحة الثقافية مهم وضروري في ظل زعم البعض بتراجع الدور الثقافي المصري في العالم العربي وهذه المشاركة لها دلالات ثقافية وسياسية واجتماعية تثبت أنه لا غني للأشقاء العرب عن مصر، بالإضافة إلي أنه لم يبق من العروبة سوي هذه المعاني حيث تستطيع الثقافة لم الشمل العربي في حين يفشل الساسة في ذلك. د.عبد المنعم تليمة: الفكرة مطلوبة ومقبولة ومتقدمة وكانت في الأجيال السابقة غامضة وغير مؤسسية علي أن الدوائر المتقدمة في الثقافة العربية هي مصر والشام والعراق الي الحد الذي دفع طه حسين إلي القول: القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، لكن في العقود الأخيرة برزت أدوار مؤثرة في الشمال الإفريقي "تونس والجزائر والمغرب" والجزيرة العربية واليمن والخليج، فالوضع اليوم يقوم علي التفاعل والمشاركة حيث لا ريادة ولا سبق، إنما كل العواصم العربية تشارك في إنتاج واستهلاك الثقافة العربية، والحفاظ علي الموروثات الثقافية المشتركة بيننا وبدت اخيرا تجليات مسألة عاصمة الثقافة العربية، وهذه فكرة مضيئة جدا ان يكون لكل عام إحدي العواصم العربية هي مركز الالتقاء والتنسيق وأنا أحذر علي جلال الفكرة التي يمكن أن تفشلها السياسات المتضاربة والمتناحرة بين العواصم العربية وصراعاتهم علي الثقافة وهذا هدف نسعي إليه بشرط أن يكون معصوما من الخصومة السياسية العارضة والمؤقتة والجهولة. ومن الطبيعي أن تشارك مصر في فعاليات الدوحة بغض النظر عن حساسية السياسات التي ليست مجدية ولا مفيدة، لاسيما أن هناك إجماعا في جامعة الدول العربية علي اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية لعام 2010. د. صلاح فضل: أن تقليد العواصم الثقافية العربية كفيل بإخراج الثقافة العربية من حالة الركود التي تعانيها والخروج من دائرة الماضوية ومراجعة الذات والتطلع إلي المستقبل بشرط ألا تتدخل السياسة في هذه الفعاليات، وعلي المثقف أن يترك مسافة تفصله عن السياسة وصراعاتها، وهي المسافة التي تفرضها طبيعة الإبداع، وأتمني أن تتاح الفرصة للاطلاع علي إبداع المرأة العربية، ولفت النظر إلي أدب الطفل وإعطائه أولوية قصوي، ولا يمكن لهذه الفاعلية أن تؤتي ثمارها بدون تسليط الضوء علي الثقافة الشعبية والفلكلورية القطرية. الشاعر محمد سليمان: بإمكان الثقافة العربية ان تمد جسور التواصل بين الشعوب وذاكرتها وحاضرها وماضيها ، كما ان هذه الفعاليات ترسخ مبدأ التسامح وقبول الآخر والآراء المتعددة والانفتاح علي الآخر ومقاومة أشكال وأساليب التطرف والعنف والإقصاء.