أقامت سفارة بولندا بالقاهرة علي مدي أربعة أيام عزاءً استقبل خلاله «بيوتر بوختا» سفير بولندا بالقاهرة عددًا كبيرًا من السفراء والدبلوماسيين لمواساته في الحادث الأليم الذي راح ضحيته «ليخ كاتشينسكي» رئيس بولندا وزوجته وعدد من كبار المسئولين في بولندا إثر تحطم طائرة كانت تقلهم في روسيا. مظاهرات الحزن بدت واضحة تمامًا بداية من السور الخارجي للسفارة الذي وضعت عليه صورة الرئيس البولندي وزوجته وحولهما الزهور والشموع التي حرص أحد العاملين بالسفارة علي مواصلة إشعالها كلما انطفأت، كذلك العلم البولندي الذي وضع عليه شريطان أسودان تعبيرًا عن الحزن والأسي. ومنذ الساعة العاشرة صباحًا حتي الثانية ظهرًا طوال الأيام الأربعة الماضية توافد علي السفارة سفراء دبلوماسيون كثيرون للمواساة منهم «دبيتر جولدوش» سفير سلوفاكيا وسفراء رومانيا والمجر والسويد والقائم بالأعمال في سفارة أيرلندا والقائم بالأعمال والملحق العسكري بسفارة التشيك وحرصوا جميعًا علي التوقيع في دفتر التعازي، التأثر كان واضحًا جدًا علي «د. جوتشاجاباريدزه» سفير جورجيا في القاهرة الذي لم يتمالك نفسه وأجهش في البكاء وعبر سفير بولندا عن حزنه العميق للحادث المأساوي، وقال في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» أن رئيس جورجيا منح الرئيس البولندي الراحل لقب «بطل جورجيا» مشيرًا إلي أنه كان من أشد المساندين لجورجيا في حربها مع روسيا، خاصة أنه أثناء قصف روسيا للعاصمة الجورجية تبليسي، وقف مع الجورجيين في أحد الميادين الكبري هناك دعمًا لهم. وأضاف: هي فاجعة بكل المقاييس وتأثر بها كل الجورجيين، وقد أعلن الحداد العام في جورجيا حزنًا علي الرئيس «كاتشينسكي» وبصوت متأثر وحزين، وصف «بيوتربوختا» سفير بولندا في القاهرة الحادثة بأنها «فظيعة جدًا» والشعب البولندي كله يعيش صدمة كبيرة لفقدان الرئيس وزوجته وكبار القادة والعسكريين. وأشار إلي أنها كارثة كبيرة جدًا في تاريخ بولندا الحديث، وفي نفس الوقت إشارة إلي قوة وتوحد كل البولنديين الذين يعيشون حالة حزن عامة بينهم جميعًا، وقال: لسنا الوحيدين في الحزن، حيث يشاركنا العالم كله ما نحن فيه بما فيه روسيا التي أتمني أن تكون تلك الحادثة فرصة وبداية جديدة لتحسين العلاقات البولندية الروسية خلال الفترة المقبلة. وأضاف: إذا كنا فقدنا الرئيس وزوجته وكبار مسئولي الدولة، فنحن كدولة لدينا دستور وقواعد تمكننا من عبور تلك الأزمة ومواصلة الحياة.