يمثل الفنان حسن يوسف المولود في الرابع عشر من أبريل سنة 1934، ظاهرة في تاريخ السينما المصرية فمنذ أن قدم أول أدواره في فيلم «أنا حرة»، الذي أخرجه صلاح أبوسيف سنة 1959 وصولا إلي التأرجح بين الاعتزال والعودة، مرورا بعشرات الشخصيات المتنوعة التي جسدها في المسرح والسينما والتليفزيون، وهو يقترن في الأذهان بصورة الولد الشقي الجذاب، المليء بالحيوية والنشاط والمرح المقبل علي الحياة، خفيف الظل والحركة. طوال مرحلة السيتينيات كان حسن يوسف نجما لامعا منتشرا في أدوار بعينها ولعله أدرك أن التقدم في العمر وتلك سنة الحياة، يصطدم مع شخصية الولد الشقي ومن هنا أسس شركة خاصة للإنتاج السينمائي سنة 1971، واتجه إلي الجمع بين التمثيل والإخراج وقدم مجموعة من الأفلام بدأها ب «ولد وبنت والشيطان» واختتمها بفيلم «عصفور له أنياب»، مرورا بأعمال مثل «الجبان والحب» و«كفاني يا قلب» و«الطيور المهاجرة»، وقد شاركته التمثيل في معظم هذه الأفلام زوجته شمس البارودي، قبل أن تعتزل وتحتجب، ويحاكيها في الاعتزال المؤقت قبل أن يعود من جديد. لا يرقي حسن يوسف المخرج إلي مستوي أدائه التمثيلي الرفيع، ومن ينسي تجسيده العبقري لشخصية الصحفي يوسف منصور في مسلسل «زينب والعرش»، أنه ممثل قدير فذ، وليس ولدا شقيا فحسب، لكن طوفان التدين الشكلي أصابه، فإذا به يواظب علي التمثيل مواظبته علي إدانة الفن والتشهير بجاهلية الفنانين!، وإذا به يعيش دور الداعية وذلك الدور الذي لا يملك شيئا من مؤهلاته إلا كلمات عامة لا تصمد للمناقشة المنطقية. الغريب اللافت للنظر أن أحد أبناء حسن يوسف قد احترف التمثيل واندفع الأب ليباركه ويدعمه فهل كان يخدعنا أم يخدع نفسه وهو يتوب ويتبرأ من ماضيه، ذلك الماضي الذي أمتعنا فيه أكثر مما أفادنا الداعية؟ ويا أيها الولد الشقي الجميل.. كل سنة وأنت طيب.