الحمامات تزن مستخدمها وتقيس لهم الضغط ونسبة السكر في الدم . ربما ستستريح من شعورك بالقلق لنسيان إطفاء الأنوار في منزلك قبل الخروج أو إغلاق باب المنزل بعد مغادرته ، فقريباً سيمكنك القيام بكل هذا أو أكثر من سيارتك أو من خلال هاتفك المحمول بفضل تكنولوجيا جديدة يطلق عليها "أونستار"! وكما جاءت نهاية التسعينيات وبداية الألفية بهوس اقتناء الموبايل بين شرائح المجتمعات فإن الهوس سيتكرر كما يقول الخبراء لنتحول الي الجيل الثاني من المنازل الذكية ليس من أجل مزيد من "الرفاهية" فقط بل لمزيد من "الأمان"! فمن الآن، إذا قام أحدهم بفتح أدراجك الشخصية او غرفتك الخاصة فإنه بإمكانك اكتشاف ذلك بسهولة في نفس اللحظة والتو عن طريق الشاشات المتناثرة في المنزل ، كما أنها سترسل لك رسالةsms أو تهاتفك خلوياً لو تجرأ اللصوص علي اقتحام منزلك وأنت في الخارج. "رؤية جديدة" ويبدو أن موضوع الجيل الثاني من البيوت الذكية أو "المنزل الذي يتحدث مع أصحابه" جاد للغاية ففي بلدة هونتبرنح في مقاطعة زوج السويسرية عمدت مجموعة من الشركات المختلفة إلي إنشاء منزل أطلقت عليه " Futur.ife " أي الحياة المستقبلية هذا المنزل مزود بتقنيات متطورة تتراوح ما بين دوشات الاستحمام الذكية التي يمكن أن تتذكر ما تفضله أنت من حرارة الماء وقوة تدفقها وما بين موقد الطهو" البوتاجاز " الذي يبادرك من تلقاء نفسه بافتراحات حول وجبة الطعام الذي يمكن إعدادها بناءً علي ما يتوافر من مواد في الثلاجة ، وهذا المنزل ليس من شطحات الخيال بل تم إعداده فعلاً وقد تم تكليف عائلة " دانيال " شتايز وزوجته " أورسي " وطفليها بالسكن فيه وممارسة حياتهما الأسرية بطريقة عادية في محاولة لاستشفاف ما يخبئه المستقبل للبشرية بهذا الخصوص. إن مفهوم الجيل القادم من البيوت الذكية يتلخص في "برمجة المنزل برمجة الكترونية" من ناحية الاضاءة والتكييف كما أن الثلاجة تتحدث معك لتخبرك بمحتوياتها ويمكن ربطها عبر شبكة الانترنت بالبقال والذي يمكن السماح له بامتلاك مفتاح خاص للثلاجة لتعبئتها بعد طلبها منه ما ينقصهما.. ناهيك عن الحمامات التي تزن مستخدمها وتقيس لهم الضغط ونسبة السكر في الدم. بيوت الموبايل أما أشهر من يمتلك احدث اجيال المنازل الذكية فهو رجل المعلوماتية الاول "بيل جيتس" الذي يقول إن بإمكانه وهو في أي بقعة في العالم أن يري طفله نائماً أم لا كما أنه يستطيع مشاهدة ذلك من علي الباب أو البوابة الأمامية، وأن بامكانه طلب الأفلام أو الألبومات الموسيقية من غرفته الإلكترونية بالإضافة للصور من الأرشيف الرقمي وعرضها بدقة علي الشاشة، ويفتخر جيتس أن كثيرا من الأشخاص يأتون إلي منزله لمشاهدة وحدة "الميديا سنتر". وهو بذلك يعتقد أن تكاليف المنزل الذكي ستنخفض سعرها سريعاً وسيتم ربطها بالانترنت اللاسلكي وسيتم التحكم بها بواسطة "الموبايل" أو "المساعد الكفي" ولذلك فإنه يقترح تسميتها "بيوت الموبايل" . ومع ذلك فإن نقطة انطلاق اجيال "المنازل الذكية" أو "منازل الموبايل" ليست كما ينبغي وذلك بسبب أن المنتجات المنزلية تحوم في دوامة البيضة أولاً أم الدجاجة؟ حيث غلاء أسعارها، فالمنتجون ينتظرون طلبات متزايدة لتوفيرها بأسعار مقبولة والمستهلكين ينتظرون انخفاض أثمانها (الثلاجة الذكية سعرها حاليا 3000 دولارحوالي ألف دينار كويتي). مميزات تأمينية يقول الخبراء إننا نعيش حالياً عصر النسخة الجديدة من منزل الموبايل الذكي المطلق عليه "التوحد مع المنزل او ما يسمي "عالم الروابط الرقمية" Digital convergence وهو يمثل الثورة الرقمية الجديدة التي سنراها في البيوت، حيث سيتم الاستعاضة عن الأدوات المنزلية التقليدية بالاعتماد علي وسيط رقمي واحد يحل كبديل لكل تلك التقنيات ويربط شبكة المنزل بالانترنت وبسرعات عالية وبفضل هذه التطبيقات سيمكننا ربط كل التجهيزات المنزلية تقريبا بنظام جديد وساهم في رفع كفاءتها ويمنحنا قدرة أفضل للتحكم بها. يقول المتابعون إن أوروبا إلي الآن تستعمل الأسلوب التقليدي في إنشاء منازلها بينما المنازل الذكية متوهجة في اليابان واستراليا . ويعزي ذلك إلي طبيعة اليابان واستراليا الجغرافية حيث تباعد المنازل عن مناطق العمل بالاضافة أن اليابان هي منطقة زلازل فلا بأس من الاطمئنان علي محتويات المنزل لاسيما إذا ترك الاهل اطفالهم في البيت. وبصفة عامة فإن الخبراء يقولون بأنه إذا ما امتلكنا علي سبيل المثال غسالة تعمل وفق التقنيات الجديدة وقادرة علي إرسال واستقبال المعلومات عبر الشبكة فإننا بلا شك سنكون قادرين علي إجراء الصيانة لهذه الغسالة عن بعد أو تحديد العيب فيها بطريقة تجعل الغسالة هي التي تشكو مما يعتريها من عيب.