تزامنا مع المؤتمر الذي استضافته الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة حول محاربة التطرف، وشاركت فيه قيادات المؤسسة الرسمية المصرية ممثلة في حضور المفتي د. علي جمعة إضافة إلي ورقة خاصة كتبها شيخ الازهر الراحل محمد سيد طنطاوي قبل وفاته، أعلنت جامعة جازان السعودية سحب الكتب التي تحمل الفكر المتطرف وتدعو للغلو والإرهاب من مكتباتها وعلي رأسها مؤلفات سيد قطب منظر جماعة الإخوان المحظورة قانونا، وذلك في إطار حملة تشنها المؤسسات السعودية علي الأفكار المغالية من خلال تطهير المكتبات التعليمية والجامعية من المؤلفات التي تحمل هذه الأفكار. قال د. حسين الدغيري عميد شؤون المكتبات بجامعة جازان في تصريح صحفي إن الكتب التي لا تمثل أي قيم للطالب، كتلك التي تدعم الإرهاب والتطرف، يتم استبعادها لأنها تهدم ولا تبني، مشيراً إلي كتب سيد قطب والإخوان التي تعد من إرث سابق من وزارة التربية والتعليم في مكتبات الكليات التي تم ضمها للجامعة. تأتي خطوة جامعة جازان ضمن حملة شاملة بدأت منذ النصف الثاني من عام 2008 وتقوم علي مجموعة من الخطوات الرامية لتنقية المناهج السعودية والمكتبات المدرسية والجامعية من الأفكار الضالة والمنحرفة - علي حد وصف الدغيري- بعد الخطوات التي قامت بها جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض. كان د. عبد الله العبيد وزير التربية والتعليم السعودي السابق قد أعلن في يوليو 2008 أن مناهج التعليم في المملكة تساهم في "تفريخ إرهابيين"، في أول تصريح من نوعه لمسئول سعودي، وكشف وقتها عن إعادة صياغة بعض المناهج التعليمية، خاصة ما يتعلق منها بمفهوم الولاء والبراء. في نوفمبر من عام 2009 أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميما لجميع الإدارات التعليمية يقضي بسحب كتابين من المكتبات المدرسية هما كتاب "سيد قطب المفتري عليه" وكتاب "الجهاد في سبيل الله"، معتبرة أن هذا الإجراء يأتي في إطار توجه المسئولين عن التعليم لحماية أفكار الناشئة والشباب من "الأفكار المشبوهة و الضالة" داخل المجتمع. الخطوات السعودية لاقت إشادات متنوعة من جانب العديد من المراقبين، الذين أكدوا أن مثل هذه الكتب التي تحمل في طياتها تكفير الحكومات والشعوب ودعوة الشباب إلي حمل السلاح استنادا إلي دعوة الحاكمية، كانت سببا رئيسيا في خروج نحو 200 إرهابي شاركوا في العديد من العلميات الإرهابية داخل المملكة وخارجها وساهموا في تشويه صورة السعودية، فضلا عن أن كتب "قطب" مليئة بالخطأ والطعن، ولم يسلم منها أنبياء الله ومنهم نبي الله موسي عليه السلام حينما قال عنه "عصبي المزاج" في كتابه "منهج الأنبياء في الدعوة".