بعد حياة حافلة بالعطاء توفي أمس الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في العاصمة السعودية الرياض عن عمر يناهز 82 عاما بعد أن أصيب بأزمة قلبية مفاجئة في مطار الملك خالد بالرياض قبل صعوده إلي الطائرة استعدادا للعودة إلي الوطن بعد مشاركته في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، وقد فاضت روحه في مستشفي الملك خالد العسكري. وسيدفن اليوم في مدافن البقيع بالمدينةالمنورة بناء علي طلب أسرته بعد الصلاة عليه في المسجد النبوي حيث أوصي الفقيد بذلك قبل وفاته. ولد طنطاوي الذي يلقب بالإمام الأكبر في محافظة سوهاج بصعيد مصر عام 1928. وحصل علي درجة الدكتوراة في الحديث والتفسير عام 1966 وعمل مدرسا بكلية أصول الدين ثم انتدب للتدريس في ليبيا لمدة أربع سنوات. كما عمل في المدينةالمنورة عميدا لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية. وعين مفتيا للديار المصرية عام 1986. ثم شيخا للأزهر. وهناك اتفاق بين رجال الدين علي سعة علمه واطلاعه الديني، لأنه يعتنق الوسطية الإسلامية ومبادئ التسامح وصاحب دور بارز في الحفاظ علي الوئام بين المسلمين والأقباط في مصر. ويشيرون إلي علاقته الوطيدة بالبابا شنودة الثالث بابا الأقباط الارثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في البلاد. لكن الإمام الراحل أثار الكثير من الجدل في السنوات الماضية وبخاصة لمصافحته الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في مؤتمر حوار الأديان الذي نظمته الأممالمتحدة والسعودية بجنيف عام 2008. وفي عام 2003 أثار الجدل بقوله إن لفرنسا الحق في منع الحجاب في المدارس الحكومية. وقال ذلك بعد اجتماع في مشيخة الأزهر مع نيكولا ساركوزي الذي كان يتولي منصب وزير داخلية فرنسا آنذاك وقبل شهور قرر طنطاوي منع النقاب في مؤسسات الأزهر ومعاهده حين لا يكون فيها رجال ويكون كل المدرسون في تلك المعاهد نساء للتلميذات الصغيرات. والمعروف عن الشيخ الراحل فتاويه الجريئة والتي كانت تصب في صالح الإسلام والمسلمين خاصة المتعلقة بمشروعية فوائد البنوك ونقل الأعضاء، وكان دائما يردد أن أصحاب الاختصاص والعلماء هم الأولي ببيان الحلال أو الحرام في الأشياء المختلف عليها، مثل الأطباء في مسألة نقل الأعضاء وزرعها والتدخين واضعا في فتواه منذ أن كان مفتيا قبل توليه مشيخة الأزهر مصلحة العباد والتيسير عليهم لأنه كان يقول دائما إن الإسلام دين اليسر والوسطية ويرعي دائما مصلحة المسلمين. ومن بين المرشحين لخلافة الفقيد الراحل لتولي مشيخة الأزهر مفتي الجمهورية د. علي جمعة والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر الحالي ولكن أبرز المرشحين لخلافته هو الدكتور علي جمعة المفتي الحالي وأحد تلاميذ الشيخ سيد طنطاوي رحمه الله.