احمد الله أنني لست مصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي سي وسبب شكري لربي ليس عائدا لخشيتي من المرض وإنما عائدا إلي حيرتي في أخذ الدواء المناسب لشفائي فجميع الأمراض لها أدوية متخصصة إلا أن أدوية فيروس سي في هذه الأيام تواجه مشاكل تنعكس علي مصلحة المريض. فأنا مشفقة علي أصحاب هذا المرض الذين اعتادوا علي تناول عقار الإنترفيرون الأجنبي طويل المفعول والذي أثبتت الأبحاث مدي فاعليته مما دفع وزارة الصحة للتعاون مع الشركة المنتجة للعقار واعدت برنامجًا كاملاً وخصصت ميزانية قوية تخطت المليار جنيه لدعم هذا العقار وتوفيره للمريض المصري عن طريق العلاج علي نفقة الدولة مما يعد ذلك الامر في خدمة المريض. إلا أننا فوجئنا منذ 6 أشهر تقريبا بخروج عقار يدعي الانترفيرون المصري لإحدي الشركات المحلية التي قامت بلصق كلمة المصري بجانب الانترفيرون- بهدف الضغط لتشجيع منتج بلدنا - يتم تعميمه علي مرضي التأمين الصحي نظرا لرخص ثمنه الذي يصل إلي 380 جنيها مقابل 1400 جنيه للأجنبي. فأصبح المريض أمامه عقاران الأول أجنبي والآخر محلي ومريض الكبد مريض ذو حساسية خاصة يخضع للتحاليل وللإنترفيرون لكي تتحسن النسب عنده فلا يصح أن يترك له حرية اختيار العقار نظرا لرخص الثمن أو لاهوائه الشخصية فلابد من وجود طبيب أو جهة امينة تقر بصرف هذا العلاج أو غيره إلا أن هذا الطبيب الامين وهذه الجهة الأمينة غير موجدين فاشتعلت النار في سوق الانترفيرون في الأيام الماضية بين الشركتي المنتجة للإنترفيرون. فتخرج علينا الشركة الاجنبية بثقتها في منتجها وفي إعجاب العالم بمدي فاعلية العقار الذي اثبت تقدمه في كافة الدول بينما ترد الاخري بان المنتج الاخر مصري واننا لابد من ان نشجع الدواء المصري وتاه المريض بينهم واشترك محرري الصحة وانا واحدة منهم في تلك المعركة فنتهم بالعمالة لصالح الشركة الاجنبية في حالة دعوتنا لحضور مؤتمر عالمي تشترك فيه الشركة الاجنبية. فانا لست ضد الدواء المصري ولكني ضد العشوائية في القرارات وتعميم الادوية بغرض المصالح الشخصية فلا توجد اي دراسات علي المنتج المحلي وارفض الدراسة الذي اعدها الدكتور جمال عصمت رئيس اتحاد الكبد عن الدواء المحلي والذي اكد فيها فاعلية الدواء المصري فدراسة دكتور عصمت مجروحة وذلك لانه يعمل مستشارًا علميا للشركة المنتجة للعقار. فلابد من وجود حكم في تلك القضية يطرح الساحة للطرفان وياتي باطباء كبد متخصصين ليس لهم اغراض شخصية وليس لهم علاقة بشركات الادوية ويقيم العقار المصري والاجنبي ويعرض النتيجة. فنحن لا نتحدث عن مسحوق غسيل نحن نتحدث عن دواء وعن مرض وعن مريض محتار الان بين الانترفيرون المصري والاجنبي. الإنترفيرون المستحدث ليس طويل المفعول عقدت الجمعية الأسيوية الباسيفيكية لدراسة الكبد «Apsal» الدورة العشرين لمؤتمرها العلمي السنوي بالمركز القومي للمؤتمرات بالعاصمة الصينية بكين بمشاركة 300 طبيب ومتخصص في الكبد من 35 دولة حيث تمت مناقشة اعتراض أكثر من 160 بحثا جديدا. وصرح الدكتور بيترفرنش سكرتير عام الجمعية الأوروبية لامراض الكبد «EASL» عن وجود نوعين فقط من الانترفيرون تم اعتمادهما عالميا وهما الانترفيرون الأمريكي والسويسري والعقاران معتمدان من هيئة الأغذية والعقاقير الأمريكية FPA وتأتي أهمية العقارين لإضافة مادة PEG التي تعمل علي إطالة مفعول العقار في الدم لفترة أسبوع وأعرب فرنش عن دهشته للإدعاء الذي يزعم أن الانترفيرون المستحدث يحتوي علي تلك المادة بالرغم من أن هناك شركة واحدة في العالم تقوم بإنتاجها خصيصا لتضاف للنوعين الأمريكي والسويسري فقط. وخلال جلسات المؤتمر قدم د. شيحة بحثا حول قياس فعالية عقار الانترفيرون المستحدث مع الريبافيوين لمرضي الالتهاب الكبدي سي من الطراز الجيني الرابع المنتشر في مصر حيث لاقي البحث صدي واسعا من الباحثين والمتخصصين في كل أنحاء العالم. وعلق د. شيحة علي تصميم استخدام الانترفيرون المستحدث في مصر بقوله «لقد فوجئنا كأساتذة للكبد في مصر بقرار تصميم هذا العقار بالرغم من عدم وجود أية دراسات تؤكد فعاليته وقد أظهرت الدراسة التي أشرفت عليها والتي بدأت قبل صدور قرار التصميم بعدة سنوات انخفاض فعالية العقار بشكل كبير ويجب أن تتبعها دراسات أخري علي نطاق أوسع.