صدر حديثًا «2009» عن إحدي دور النشر الأمريكية كتاب مهم عنوانه «فرض السيطرة في العصر الرقمي: الصراع العربي الإسرائيلي علي شبكة الإنترنت» لمؤلفه ستيفن مارمورا.. وهذا الكتاب مبني علي رسالة الدكتوراة التي قدمها المؤلف إلي قسم الاجتماع بجامعة كوين البريطانية... والكتاب من الحجم الصغير «175 صفحة»، ولكنه يحمل بين صفحاته عددًا من القضايا الكبيرة، ويثير عددًا كبيرًا أيضًا من الأسئلة حول موقفنا من استخدام هذه الشبكة وتوظيفنا لها في إطار الصراع مع إسرائيل، وفي إطار فرض الضغط عليها لتحقيق أهدافنا سلمًا وأرضًا. ويتكون الكتاب من سبعة فصول: الفصل الأول وعنوانه «الهوية والسلطة في عصر الشبكات»، وفيه يشير إلي تحولات جذرية علي تعريف الهوية الوطنية، وعلي مفهوم السلطة السياسية والاجتماعية بعد ظهور الإنترنت.. ويشير إلي طبيعة وسمات «الحروب علي شبكة الإنترنت»، والاستراتيجيات المستخدمة في هذه الحروب. وفي الفصل الثاني وعنوانه «النشاط المبني علي الإنترنت، وسياسة الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط»، ويلقي الضوء علي مفاهيم مثل الحراك السياسي في الشرق الأوسط، وكيفية اعتباره فرصة لنجاح مساعي الولاياتالمتحدة في فرض الديمقراطية في هذه الدول، وفي التوصل إلي حلول بشأن قضايا المنطقة. وفي الفصل الثالث وعنوانه «الرأي العام»، ويشير إلي وسائل الإعلام الإنترنتية ومدي قدرتها علي تكوين رأي عام تجاه القضايا المختلفة، وتجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وكيفية استخدام الجانب الإسرائيلي له. وفي الفصل الرابع وعنوانه «صوت الشرعية: معالجة موقع السي إن إن للصراع العربي الإسرائيلي»، وهو يركز علي الأفكار الرئيسية التي ركزت عليها السي إن إن في هذه التغطية، والأساليب التي تم من خلالها إلقاء الضوء وتوجيه المشاهد نحو هذا الصراع. وفي الفصل الخامس وعنوانه «حروب الكراهية والحروب المقدسة علي شبكة الإنترنت» تم التركيز علي الحروب العاطفية بين العرب وإسرائيل.. بالتركيز علي بعض الأحداث والمواقف ذات الدلالة. وفي الفصل السادس، إشارة وعرض لأحداث أخري في إطار العنوان السابق للفصل الخامس، وهو حروب الكراهية.. أما الفصل السابع، فهو بعنوان «إعادة التفكير في مفهوم فرض السيطرة: الإنترنت والمجتمع المدني» وهو يحاول الوصول إلي خلاصات عامة بشأن هذه القضية. الكتاب بصفة عامة مفيد للقارئ العام، وضروري لكل باحث في مجالات تأثيرات الإنترنت السياسية.