الحرية لا تتجزأ، لكنها ليست مطلقة، فلابد أن تقابلها مسئولية، وهنا تكمن مشكلة وسائل الإعلام أو وسائطه الحديثة، عبر المدونات والمواقع الإلكترونية التي تبث الأخبار وتنشر المعلومات دون تدقيق، فالصحفي الإلكتروني بلا حماية ولا محاسبة، الأمر الذي يتطلب ضوابط لمواجهة الظاهرة حتي لا تنعكس سلباً علي حرية الإعلام. صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة قال:« كنا منذ 40 عاماً نحلم ونهتف، عاوزين صحافة حرة العيشة بقت مرة» إلا أنه سرعان ما تحول الحلم إلي كابوس إذ أصبحت هذه الوسائل الإلكترونية جانباً من الوهم، من خلال تفاعل الإنسان مع لوح زجاجي، فخلق من ناشر المعلومات عبر الإنترنت فرداً كسولاً لا يريد الحركة، مضيفاً والدليل علي ذلك أن مؤيدي الدكتور محمد البرادعي، أعلنوا عبر شبكة الإنترنت. أن عدد المنضمين لجبهته من 70 إلي 120 ألفاً وهم من قاموا باستقباله في المطار فور عودته من فيينا. خلال مشاركته في الجلسة الأولي لمؤتمر رسل الحرية المنعقد بمركز الأهرام للنشر. واستطرد عيسي، بينما الحقائق تقول إن عدد مستقبليه لم يتجاوز 800 فرد علي أقصي تقدير، وشدد عيسي علي أن العديد من المواقع الإلكترونية لا تعرف شيئاً عن التقاليد المهنية، مؤكداً أن ترك الساحة الإعلامية بدون ضوابط يتسبب في خلق فوضي شاملة لا تمت للحرية بصلة. واستطرد عيسي متهكماً..هناك مجموعة من الأفراد تحاول أن تخلق الوهم لنفسها بإنشاء أحزاب سياسية وهمية ويتصورون أن التغيير سيأتي وهم جالسون أمام الحاسب الآلي يتحدثون علي شبكة الإنترنت. الدكتور وحيد عبدالمجيد مدير مركز الأهرام للترجمة والنشر يري أن القائمين علي وسائل الإعلام الجديد أشخاص غير محترفين وسيزداد تأثير ما يقومون به مع الوقت. وقد يتسبب عدم التزامهم بالدقة والموضوعية إلي تحويل الحرية إلي نوع من الانفلات. لم يكن رأي سيد ياسين نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بعيداً عما طرح حيث أكد علي أن مبدأ الحرية المطلقة للفضاء المعلوماتي لا ينبغي أن يكون، فعلي المواقع الإلكترونية الالتزام بالقيم الأخلاقية التي تتوافر لدي وسائل الإعلام الأخري. سعيد شعيب مدير موقع اليوم السابع، رأي أن المواقع الإلكترونية تحولت لفاترينة تعرض ما تنشره الصحافة المطبوعة، مشيراً إلي أن الخطر الأكبر الذي يواجه الصحافة المطبوعة هو سرعة بعض المواقع الإلكترونية في بث الخبر خلال دقائق من حدوثه، مضيفاً إلا أن ذلك لا يعني أن الصحافة الإلكترونية أصبحت بديلاً للمطبوعة مؤكداً أن من الخطأ القول بأن المطبوعات معرضة للفناء. الدكتور جمال غطاس أشار إلي أن نشر وسائل التعبير الحديثة شائعات وقصص لا علاقة لها بالواقع مثل الفيلم الذي أذيع عبر مواقع إلكترونية زعم فرحة الفلسطينيين في الأمريكيين عقب أحداث 11سبتمبر مباشرة واتضح أن المشاهد جزء من فاعليات الانتفاضة الفلسطينية الأولي، فضلاً عن انتهاك حقوق النشر والملكية الفكرية والسب والقذف والتشهير والنصب والاحتيال وغيرها من الجرائم الإلكترونية. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه نجاد البرعي رئيس المجموعة المتحدة «محامون ومستشارون وقانونيون» انتهاء المجموعة من مشروع «رسل الحرية» بالتعاون مع نشطاء مصريين وأردنيين والذي يستهدف تدريب الشباب العربي والاستفادة من ابداعاته عبر الشبكة الإلكترونية في دعم المواطنة والمساواة والأفكار الليبرالية. * العدد المقبل : حرب المصطلحات وترديد بعض الصحف المصرية للمصطلحات التى يصقها الإعلام الإسرائيلى