فيما يمثل تطورا للمراجعات الفكرية التي اقدمت عليها الجماعة الإسلامية قبل عقدين كتب الشيخ اسامة حافظ عضو مجلس شوري الجماعة مقالا نشره موقع الجماعة تحت عنوان "التكفير ظاهرة نفسية" ينتقد فيه الظاهرة، ويقول انها ليست مقصورة علي الحركة الإسلامية فقط.. بل إن سائر الاتجاهات الأخري لا تخلو من ذلك ولها تكفيرها الذي يناسبها ولكن بصياغات أخري، مشيرا إلي أن القضية لها شق نفسي كبير عند أصحابها، فهم يرون في أنفسهم اكثر تميزاً عن الناس بما يجعلهم الأفضل والأثبت علي الحق. ويضيف القيادي بالجماعة : اعتدنا أن نتناول قضية التكفير باعتبارها خلل فكري نناقشه كمسألة علمية نبحث عن أصولها والرد عليها بالقواعد الشرعية، لكنها ظاهرة اصبحت عامة ولا تقتصر علي اتجاه سياسي أو فكري بعينه، فالشيوعيون واليساريون يكفرون خصومهم بالاتهام بخيانة الطبقة العاملة أو ما شابه، أما الليبراليون فخصومهم شموليون.. والحكوميون خونة وعملاء.. والمعارضة خصومهم منبطحون ومنافقون.. قد تقف العوائق أمام إطلاق لفظ الكفر الصريح، ولكنها لا تعوق استخدام بدائل من الألفاظ مثل التخاذل أو النفاق أو العمالة. من جانبه قال ناجح ابراهيم مفكر الجماعة ان مراجعة الفرد لفكره باستمرار شيء محمود، مادامت صادقة لا تبتغي دنيا و ترجو إصلاح المسيرة وتحسين أدائها وتطوير أساليبها ومعالجة السلبيات التي تعلق بمسيرتها بين الحين والآخر، مشيرا إلي ان موقف الشيخ أسامة حافظ رد علي التكفير هو موقف قديم للجماعة لانه مضاد للدين ومخالف للعقيدة الصحيحة. وعن موقف الجماعة المناهض للعمل السري قال ابراهيم ان خبرتنا خلال السنوات الماضية اثبتت ان العمل السري الذي انتهجته الجماعة في فترة سابقة نتيجة المطاردات العنيفة، يضر الدعوة ولا يفيدها ويؤدي إلي المزيد من حصارها ومنعها. وتابع ابراهيم: التنظيمات السرية والعسكرية تلجأ إليها الحركات الإسلامية لحماية الدعوة .. ولكنها في الحقيقة هي التي تضر الدعوة وتقبرها وتؤدي إلي هلاكها وخرابها، كما أن هذه التنظيمات السرية تستقل بالقرار بعد ذلك نهائيا.. ولا تطيع قادة الجماعة.. وتكون «لوبي» خطيرًا داخلها يدفعها دائما للصدام مع الدولة ويمنع أي صيغة للتفاهم بينهما بما يملك من أدوات وأسلحة.