مع تطور الطب التكنولوجي اصبح في الامكان ( طبيا وأخلاقيا وانسانيا ) إثارة عدة قضايا تهم العلماء والفقهاء ورعاة الاخلاق ودعاة البعد الانساني الذي ينبغي ان يكون "الحافز" و"المحرك" لكل اكتشاف وابداع تكنولوجي والكتروبيولوجي وتكنو -جيني. ومن بين هذه القضايا مسألة تركيب الكترونات بيولوجية لانسان يحتضر.. ويعتبر من الناحية الطبية الاكلينيكية في عداد الموتي.. فإلي اي مدي تنجح الألكتروبيولوجيات ( البيونكس) اي الاعضاء التكميلية الالكترونية التي هي مزيج من "الصنعة الالكترونية " بمواصفات حيوية تستخدم فيها سوائل معينة ونبضات لها جذور عضوية بيولوجية.. الي اي مدي تنجح في انقاذ الانسان "المحتضر" من "الموت الفعلي" الذي يعانيه..؟ وماجدوي هذا الانقاذ الالكتروبيولوجي..؟ كثيرون منا لا يزالون يذكرون الرجل الالكتروبيولوجي/THE BIONIC MAN بطل مسلسل "رجل الستة ملايين دولار" التليفزيوني الذي كان جسمه عبارة عن "توليفة"من بقايا وشظايا جسم رائد فضاء كان يكابد حشرجة الاحتضار بعد تحطم سفينته وهو عائد الي الارض.. واطراف الكتروبيولوجية بلاستيكية او معدنية. فهل الخيال العلمي في هذا المسلسل المؤسس علي "السيبرنطيقيا " وهو علم الاتصال والتحكم خاصة فيما يتعلق بمقارنة الادمغة البشرية والحيوانات بالآلات والاجهزة الالكترونية .. يساهم هو الاخر في ضرورة طرح المعايير المرتبطة ب"طفرة" ال"الالكتروبيولوجيات" وتوجب توفير الاعمدة الاخلاقية والانسانية لهذه الطفرة ؟! وقضية اخري لها علاقة وثيقة بثورة الهندسة الوراثية وعلم اليوجينيا (علم التحسين الوراثي للانسان) والبحوث والتجارب التي لا اول لها ولا اخر منذ ان اكتشف جيمس واتسون وفرنسيس كريك تركيب الدنا عام 1953. وبالتالي تحقيق انجازات خارقة في علم الوراثة الجزيئية .. فهل "العبث العلمي " ب"بنك المعلومات الجيني " داخل جسم الانسان والتحكم في صفة الذكاء ورفع نسبتها في جنس دون اخر .. ومن ثم اعادة حلم ال "سوبر مان" القديم الي الحياة بصورة عصرية عبر تطبيقات الهندسة الوراثية ... مسألة تخدم "التوازن الحيوي" في البيئة الانسانية ..؟ وهل العالم بحاجة الي "عباقرة" و"فائقين" ومتميزين بفعل "التدخل اليوجيني " المسلح ب"مواصفات الذكاء الصناعي الجيني في نفس الوقت .. زيادة عن اللازم..؟! وهل هؤلاء العباقرة "المتميزون" جينيا نسبة الي الجينات سيكونون اخيارا ام اشرارا ؟ ومن يضمن حدود التزامهم بالخير والعدل والنزاهة ..؟! وقضية ثالثة هي قضية اطفال الانابيب .. مثلا .. وقضية رابعة هي قضية الام البديلة .. وقضية خامسة هي قضية مطاردة "العمق الوراثي " لصفة الذكاء بالطريقة التي ذكرها ريتشارد ج .هيرنشتاين وتشارلزموراي في كتابهما "منحني الجرس" الذي يحاول اثبات تفوق "الابيض" في الذكاء علي "الاسود" و.. (ضرورة) التخلص من "الاسود" بسبب تخلفه الجيني .. ان المعايير التي تراعي الجوانب الدينية والاخلاقية والانسانية هي التي ينبغي ان تكون المرتكزات المحورية لكل من يجتهد ويبدع ويبتكر في مجالات الطب التكنولوجي والالكتروبيولوجيات والتكنو-جينات ليخدم هذا المثلث الانسان بغض النظر عن جنسه او لونه او موقعه الجغرافي علي اساس ان الانسان هو الاولي بالتكريم في حد ذاته .. بعيدا عن "جبروت التكنولوجيا"وتجسداتها الالكتروبيولوجية والجينية والطبية . المحرر