تصاعدت أمس تداعيات الفضيحة الإسرائيلية باستخدام جوازات سفر مزورة في اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة «حماس» في دبي في شهر يناير الماضي، حيث تدرس ست دول غربية حاليا اتخاذ إجراءات عقابية ضد تل أبيب بعد قيام بريطانيا بطرد ممثل الموساد في لندن لضلوعه في تزوير جوازات سفر بريطانية في اغتيال المبحوح. وكشفت دوائر سياسية في تل أبيب أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يعتزم خلال الساعات القليلة المقبلة تحديد الموقف الذي ستتخذه بلاده ضد إسرائيل علي خلفية استخدام جوازات سفر فرنسية مزورة في عملية اغتيال المحبوح. وذكرت تقارير وصفت بالاستخباراتية ونشرها موقع «ديبكا» العبري علي شبكة الإنترنت والمقرب من المخابرات الإسرائيلية أن ساركوزي يبحث مع كبار مستشاريه في قصر الإليزيه إمكانية طرد دبلوماسي إسرائيلي من مقر السفارة الإسرائيلية في باريس لينضم ساركوزي بذلك إلي القرار الذي بادرت به حكومة لندن. وأضافت المعلومات العبرية إن الدبلوماسي الإسرائيلي الذي يدور الحديث عنه والذي ينتمي إلي «الموساد» غير مرغوب فيه منذ فترة ليست بالقصيرة في فرنسا. كما أقرت النيابة الفرنسية العامة بأنها باشرت التحقيق في قضية استخدام المجموعة التي اغتالت المبحوح أربعة جوازات سفر فرنسية مزورة، ولم يشر البيان الفرنسي الصادر بهذا الخصوص إلي إسرائيل بأي حال، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إن بلاده علي اتصال ببريطانيا ودول أخري تضطلع بالقضية. ورصد التقرير الإسرائيلي قائمة أدرج فيها أسماء الدول المرشحة للجوء إلي نفس الموقف الذي اتخذته بريطانيا من إسرائيل، وهي فرنسا وأيرلندا واستراليا والسويد والنمسا وألمانيا حيث تقوم استراليا بالتحقيق في استخدام أربعة جوازات سفر استرالية مزورة في تصفية المبحوح، وقال وزير الخارجية الاسترالي ستيفين سميث إن بلاده تتعامل مع هذا الموضوع بمنتهي الجدية وأن حكومة بلاده ستتخد قراراتها لدي تسلمها التحقيق بطريقة تصب في خانة مصالحها وأشار الوزير سميث إلي أن نظيره البريطاني ديفيد ميليباند اقترح عليه الاطلاع علي التحقيق البريطاني في هذا الموضوع. ومن جهتها، حاولت إسرائيل احتواء الأزمة الحالية مع بريطانيا حيث ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس أن الدبلوماسي الإسرائيلي الذي طردته لندن كان يعمل في السفارة لحساب الموساد وسيستبدل بمسئول آخر في جهاز المخابرات الإسرائيلي، مضيفة إن البريطانيين سمحوا لإسرائيل بإرسال ممثل جديد عن الموساد إلي لندن.