أصدر القضاء البولندي حكما يقضي بتسليم احد المتهمين الضالعين في جريمة اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي بالامارات في يناير الماضي. ويقضي الحكم الصادر امس الاول بتسليم الإسرائيلي أوري برودسكي، الذي يُعتقد أنه عميل لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، إلى السلطات الألمانية للاشتباه في تقديمه جواز سفر الماني مزور لفريق اغتيال المبحوح. واعتقلت السلطات البولندية برودسكي خلال الأسبوع الأول من يونيو الماضي، بموجب مذكرة توقيف أوروبية، بناءً على طلب من السلطات الألمانية، لاتهامه بالضلوع في تزوير جواز سفر ألماني، ضمن فريق اغتيال المبحوح، الذي قُتل في 19 يناير الماضي، بأحد الفنادق في إمارة دبي. ولكن الإذاعة الإسرائيلية ذكرت أن المحكمة البولندية لم تحسم مسألة ضلوع برودسكي في اغتيال المبحوح من عدمه، وإنما نظرت في الطلب الذي تقدمت به السلطات الألمانية في وقت سابق من الشهر الماضي، لتسليم المشتبه به، وما إذا كان الطلب يستوفي المعايير الرسمية الخاصة بمثل هذه الطلبات. وتقدر السلطات الأمنية في الإمارات عدد المشتبه بهم في اغتيال المبحوح، وهو أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، بنحو 33 شخصاً. واشارت شبكة سي إن إن الاخبارية الامريكية الى ان فريق الاغتيال استخدموا 44 جواز سفر مزوراً. ونقلت الشبكة عن القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، القول إن "الموساد" مسؤول عن اغتيال المبحوح "بنسبة 100 في المائة"، بعد أن كان قد ذكر في تصريحات سابقة، أن الجهاز الإسرائيلي يقف خلف الجريمة "بنسبة 99 في المائة." وحث خلفان الدول التي استخدم المنفذون جوازات سفرها إلى محاسبة من يقف خلف العملية، معتبراً أن "الموساد تطاول على سيادة هذه الدول، وأساء إليها، ولم يتجاوز سيادة الإمارات فحسب"، على حد قوله. وأثارت الاتهامات للموساد الإسرائيلي حنق عدد من الدول الغربية التي كانت تعتبر صديقة لاسرائيل، وبادرت كل من فرنسا وإنجلترا وأيرلندا إلى استدعاء السفراء الإسرائيليين احتجاجاً على استخدام جوازات سفر مزورة في العملية، غير أن المسؤولين الإسرائيليين التزموا سياسة الصمت حيال الأمر برمته. وفي مارس الماضي، قامت الخارجية البريطانية بطرد دبلوماسي إسرائيلي، لصلته باستخدام جوازات سفر بريطانية مزورة في اغتيال المبحوح، في أعقاب استدعاء السفير الإسرائيلي لدى بريطانيا، رون بروس أور، وإبلاغه باحتجاج لندن على توريط لندن في عملية الاغتيال. كما فتحت الحكومة الفرنسية تحقيقاً في مزاعم باستخدام أربعة جوازات سفر فرنسية مزورة، من قبل متهمين باغتيال المبحوح، وقال بيان صادر عن مكتب المدعي العام في باريس، إن المكتب فتح تحقيقاً تمهيدياً، منتصف مارس الماضي، بشأن الاشتباه بتزوير وثائق على صلة بعملية الاغتيال. وقال البيان إن وزارة العدل الفرنسية "تسلمت عدة طلبات من مسؤولين إماراتيين، للتحفظ المبدئي على أشخاص لهم صلات بعملية الاغتيال". كما أمرت أستراليا بطرد دبلوماسي إسرائيلي آخر، لتورطه في تزوير جوازات سفر أسترالية استخدمت بعملية الاغتيال، وقالت السلطات إن التحقيقات أثبتت أن عملاء إسرائيليين كانوا وراء تزوير أربعة جوازات سفر أسترالية، استخدمت في تصفية المبحوح. وكذلك فعلت إيرلندا، التي طردت دبلوماسياً إسرائيلياً على خلفية العملية نفسها وللتهم ذاتها.