انتقدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إفراج القضاء الألماني عن الإسرائيلي أوري برودسكي، الذي يُعتقد أنه عميل في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، شارك في عملية اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح أثناء تواجده بإمارة دبي مطلع العام الجاري, واصفة ذلك ب "تغطية سياسية على الجريمة". وجاء الإفراج عن المتهم أمس الجمعة بعد أن مثل أمام قاض بمدينة كولونيا غرب ألمانيا، وحكم بإطلاق سراحه بكفالة "مناسبة" بحسب ما أفاد المدعي العام والمتحدث باسم النيابة العامة في كولونيا راينر فولف لوكالة الأنباء الفرنسية من دون أن يكشف عن قيمة الكفالة. وقال فولف: "مذكرة التوقيف علقت بعد التوصل إلى اتفاق بين المحكمة ومكتب المدعي العام"، موضحا أن في وسع برودسكي الآن العودة إلى إسرائيل إذ أن العقوبة القصوى التي يواجهها هي غرامة ستغطيها الكفالة. وأضاف: "المشتبه به يمكنه السفر إلى أي جهة يرغبها بينما الإجراءات القضائية ضده في ألمانيا سوف تستمر". واتهم برودسكي بالحصول بصورة غير شرعية على جواز سفر باسم مايكل بودنهايمر، وكان هذا الجواز في عداد الجوازات التي استخدمها أحد عناصر الوحدة التي قامت باغتيال محمود المبحوح في غرفة بأحد فنادق دبي. وكانت السلطات البولندية سلمت برودسكي الأربعاء الماضي إلى ألمانيا بعدما اعتقل في الرابع من يونيو الماضي في مطار وارسو بناء على مذكرة توقيف أوروبية أصدرتها ألمانيا للاشتباه بحصوله على جواز سفر ألماني بطريقة غير شرعية. وقال أسامة حمدان القيادي في حركة "حماس" لقناة "الجزيرة": إن الإفراج عن برودسكي قد يعني ذهابه إلى إسرائيل، ووصف إطلاق سراحه بأنه "تغطية سياسية على الجريمة". لكنه تعهد بأن تواصل حماس "امتحان" العدالة الأوروبية بدعم من مؤسسات قانونية وحقوقية أوروبية. وأشار حمدان إلى أن نماذج مهمة لتغطية العدالة الأوروبية لجرائم الاحتلال, كالقرار الذي أصدره قاض بريطاني قبل نحو ثمانية أشهر بتوقيف وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، وأُجهض بقرار سياسي حسب وصفه. وقال حمدان: إن كتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحماس ستلاحق من قتلوا المبحوح أو أعطوا الأوامر بالتنفيذ. ولم يكشف الناطق باسم الادعاء الألماني قيمة الكفالة ولا إلى أين سيغادر برودسكي، لكنه قال إنه إن غادر ألمانيا برا قد يتعرض للتوقيف في البلدان المجاورة بتهمة التجسس. كذلك قال إن برودسكي إن عاد إلى ألمانيا قد يواجه نظريا تهمة التجسس، وهي تهمة لوحق بها من البداية، لكن لم يحاكم عليها لأن محكمة بولندية قضت هذا الشهر بألا يرحّل إلا بتهمة تزوير جواز سفر، مما جعل الادعاء الألماني يقول إن الشروط البولندية تجعله لا يوجه تهم التجسس إلى الموقوف. ودعت إسرائيل بولندا منذ البداية إلى أن تعيد برودسكي ولا تسلمه إلى ألمانيا. وصف رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك قضية برودسكي بعد اعتقاله بأنها "حساسة"، وتمنى ألا تضر بعلاقات بلاده بإسرائيل وألمانيا وفي ألمانيا بُحثت القضية على أعلى المستويات بين المستشارة أنغيلا ميركل وأجهزة الاستخبارات. وقبل أشهر نشرت شرطة دبي -التي تعتقد أن كوماندوز اغتال المبحوح تابع للموساد- أسماء 26 شخصا (12 بريطانيا وستة أيرلنديين وأربعة فرنسيين وثلاثة أستراليين وألماني)- يحملون جوازات سفر مزورة قالت إن مستخدميها انتحلوا هويات أصحابها الحقيقيين. وبعد هذه المعلومات، طردت أستراليا وبريطانيا وأيرلندا دبلوماسيين إسرائيليين احتجاجا على تزوير جوازاتها.